مساحة إعلانية

​ما بين الخطاب الجاذب والخطاب النابذ

عاطف عبدالعزيز عتمان نوفمبر 25, 2025



ما بين الخطاب الجاذب والخطاب النابذ 🦌

​أتعجب من البعض من أصحاب الأديان أو المذاهب -بل من يمثلهم أو يتحدث باسمهم- حين يُغفل أو يتجاهل بيان تماسك نموذجه الفكري، وجمال تعاليمه، وعظيم تأثيرها على سلوكه، وما يُقدِّمه من قيمة للإنسان والكون. وبدلًا من ذلك، يُركِّز كل اهتمامه على التنمر على الآخر وبيان ضعف نموذجه، وقبح تعاليمه، وسوء أثر سلوكه على الواقع!

​التركيز على عيوب الآخرين قد يكون أسهل من مواجهة التحديات والإشكالات الجوهرية في النموذج الذاتي، وقد يُمثِّل الهروب الآمن من نقد الذات ومراجعتها.
​وهنا يبرز تساؤل مهم: هل يقوم وجودك على جمال ما لديك، أم على قبح ما عند الآخر؟
أم أنك تهرب إلى الأمام من إشكالاتك بالانشغال بإشكالات غيرك؟


​عندما تتحول الهوية الدينية أو المذهبية إلى مجرد مُعاداة للآخر أو نقيض له، فإنها تفقد الكثير من عمقها وقيمتها؛ فالأديان في جوهرها هي محاولة لتقديم معنى سامٍ للوجود الإنساني، والارتقاء بالسلوك البشري من خلال الارتقاء الروحي للنفس .
​الأولى أن يكون التساؤل: لماذا أنا على هذا الدين أو هذا المذهب؟ بدلًا من لماذا الدين أو المذهب الآخر في ضلال؟


​ومما يُنسب لأمير المؤمنين علي -كرم الله وجهه- قوله: "لا تَرَى العيب في غيرك وأنت مُرتَكِبه".
​فالحق راسخ لا يحتاج إلى تشويه الباطل ليتألق، بل يكفيه جماله الذاتي ليزدهر ويستقطب القلوب.






مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام