مستوحى من تجارب العائدين من الموت

ما بعد الحياة.. 

✍️ كنت ما بين الموت والحياة في ذروة الضيق الجسدي.. 

أسمع كل من حولي.. أسمع ضجيجا وٱجراسا وأصوات كريهة.. طنين قوي. 

شعرت بأنني مخطوف بسرعة شديدة خلال نفق معتم طويل.. 

في نهاية النفق نور يزداد كلما اقتربت.. 

فجأة وجدت نفسي خارج جسدي المادي أرى جسدي وأرى من حولي واسمعهم..

أحاول أن أتحرك.. أتكلم.. ألمسهم فلا استطيع! 

أسمعهم وهم لا يسمعونني.. 

أرى نفسي بوضوح.. أفهم كل ما يدور حولي.. اسمع ولكن ليس باذنين كأذني الجسد المادي.. أرى لكن ليس بعينين كعيني الجسد المادي.. 

أكتشفت تدريجيا أن لي جسدا آخر غير الجسد الملقى أمامي.. جسد بحواس أخرى وإمكانيات مختلفة وطبيعة حركة حرة لا تحدها الحوائط ولا الحواجز. 

بدأت في التأقلم مع جسدي الجديد ومع وضعي خارج جسدي المادي. 

فجأة بدأت أرى ارواح قديمة ممن كنت أعرفهم تلتقي بي.. تدعمني.. ترحب بي.. أهل سبقوني إلى الموت وأصدقاء وأناس عرفتهم فكريا في حياتي وأحببتهم فعرفوني بأنفسهم. 

بعد هذا الترحاب أجد كيان روحي نوراني من نوع مجهول لا أستطيع وصفه.. نور لا يزعج العيون ويبعث السلام والطمأنينة.. 

مشكلة الحالة التي أنا فيها أنها مختلفة عن الحالة ثلاثيهة الأبعاد التي كنت معتادا عليها.. أسمع وأرى بشكل مختلف.. لا أحتاج إلى اللغة ولا الى الحروف.. أستطيع التواصل من خلال الأفكار ولكن المشكلة الحقيقية هي كيف أعبر عما أرى؟! 

كيف تسعفني ابجديه اللغات للتعبير عما هو خارج الزمان والمكان وبعد الثنائيات.

سأحاول وصف التجربة قدر إمكاني بتقريب المعاني.. 

هذا الكيان الروحي نور كما لم أرى من قبل.. نور ذو حنان دافئ ينبض بالحب والسلام.. كائن من نور غير النور الذي أعرفه. 

بدأ الحوار بيننا.. حوار تخاطري سألني فيه عن حصيلة حياتي السابقة؟ 

عرضت علي حياتي كلها كبانوراما بشكل أوضح ما يكون.. أوضح مما يتصوره العقل في الجسد المادي.. لا أستطيع التوضيح أكثر.. 

أرى كل حوادث حياتي التي مرت منذ صرخة الميلاد الأولى حتى خروجي من الجسد إلى النفق المظلم. 

تمر علي الحياة كشريط واضح كأن هذا الكائن هو من يعرضه علي.. الغريب أن مشاعر الحب والفرح والسلام والحنان من هذا الكائن وتجاهه لا تتغير حتى مع التجارب السيئة التي ضغى فيها الأنا المزيف على تصرفاتي.. ماذا اقول....

كانت أهم أسئلة هذا الكائن النوراني..

ماذا صنعت في حياتك يمكنك إطلاعي عليه.. ماذا أنجزت.. ما معنى حياتك؟

وكان ختام اللقاء بنصيحة مفادها.. تعلم محبة القريب والبعيد واستمر في اكتساب المعرفة. 

فجأة رأيت حدا فاصلا بين الحياتين ،حياة ما قبل النفق المظلم وحياة ما بعده وسمعت صوتا ينادي.. هنا يجب أن تتوقف.. ارجع إلى الخلف.. لم يحن موعدك بعد.. مازالت لك مهام في حياتك الأرضية..

عدت إلى جسدي وفتحت عيناي فإذا بي مازلت هنا... حيث هنا وهناك..

✍️ خيال مستوحى من تجارب العائدين من الموت.

ظلت هذه الأسئلة وتلك النصيحة أمام عيني

🦌ماذا صنعت في حياتك يمكنك إطلاعي عليه.. ماذا أنجزت.. ما معنى حياتك؟

تعلم محبة القريب والبعيد واستمر في اكتساب المعرفة..

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام