عمق المأساة وآفاق الحل
✍️ مع ريم من أريامي دار الحوار وكان الأساس هو ادعاء الوصول للمطلق وحيازة الهداية المطلقة، ومشكلة حيازة الهداية المطلقة هي اعتبار ما سواها ضلال وكفر.✍️ عاصرت مشاكل لدعاة اللامذهبية أخطر من مشاكل دعاة المذهبية، دعاة المذهبية عندهم قواعد وأطر تحد من الاختلاف وتؤطر للفقه والأحكام ومشكلتهم من وجهة نظري تقديس المذهب وجعل الفكر الديني دين.أما دعاة اللامذهبية هروبا من تقديس المذهب وقعوا في إشكالية أكبر وهي عدم وجود الإطار والخلط بين فهمه هو أو من يوالي للنص وما بين النص فدخلنا في دوامة أكبر وتكفير أشد ومناهج لا ضابط لها ولم تتخلص من آفة عباد المذاهب
✍️ هل القرآني يتكلم باسم الإله أم باسم فهمه للكلام الذي يؤمن أنه كلام الإله؟
إن كان باسم الإله فرفعت الأقلام وجفت الصحف وإن كان فهمه فعلام يكفر غيره ويسفه رأيه ويظن أنه بلغ المطلق.
✍️ قالت ريمي القرآنية التكفير توصيف لحالة فلما الحساسية منه وبذلك قال الروائي التكفيري عبدالله رشدي ليجتمع القولان في حدائق التكفير...
كل مؤمن كافر بمعنى ان كل مؤمن ينكر كل ما يعارض إيمانه فهو كافر ومع ذلك لا يوصف المؤمن بإيماني بالكفر بل المقصود والمعنى الذي يصل للناس أن الكافر عكس المؤمن وليست المشكلة هنا بل في الأحكام المترتبة على هذا الوصف والتحريض ضد من يوصف به وما يقع عليه من إكراه مادي أو معناوي.
✍️ دعني اتحلى بالدقة وعدم التعميم واسبق ما يلي بغلاة أو بعض أو أغلب:
القرآني يكفر أهل الحديث وأهل الحديث يكفرون القرآني والسني يكفر الشيعي والعكس، الصوفي والسلفي وهكذا...
✍️ بالأمس اختلفت ريم قرآنية مع ريم قرآنية أخرى وهذا مقبول إن قلنا أن هذا فهمي وهذا فهمك ولكن المعضلة أن تظن أنك وصلت للمطلق وأنك صوت الإله هنا تتصارع المطلقات!
سألت من أتيع منكما؟
فقالت تدبر.
فتدبرت بما يخالفها فقالت أن تلحد في آيات الله فقلت -سبحان الله-!
حقيقة المعضلة عندما نحاول الخروج من دائرة التكفير فنصنع دوائر تكفير جديدة وعندما نحاول التحرر من سطوة الأصنام فنصنع أصناما جديدة وعندما نحاول أن نغادر حالة الصراع فنزكيها بوقود جديد.
أقول اتفق أهل القرآن في الوقت الذي أتهم فيه غيري بخدعة اتفق وأجمع وأحتكر الدين والنص والعقل والفهم!
✍️ أين المشكلة وأين يكمن الحل؟
هل المشكلة في الدين أم في العقل المأزوم؟
✍️ هل يكمن الحل في فرقة جديدة أم في عاقل واع يدرك حقيقة الدين وغايته، وطبيعة العقل ودوره ونسبية أحكامه.
✍️ هل يكمن الحل في قلب له تفرده ومع ذلك يسع الجميع ويدرك أن طريقه هو الأهم له لكنه ليس الطريق الوحيد وأن لله طرائق بعدد أنفاس خلقه.
قلب يرى الله في كل صنعته فتكون المحبة له طريقا والنور له غاية!
ليست هناك تعليقات: