* من هم أهل الفترة؟
هل الطفل الغير مكلف معذور ؟
وما سبب العذر ؟
القصور والتقصير علي أي منهما يكون الحساب ؟
بمعني لو لم أكن على الحق وأخطأت طريقه وما وصلني وصلني على غير حقيقته فلم يقبله عقلي ولم تأنس به فطرتي فرفضته، هل يمكن أن ينطبق علي أنني من أهل الفترة أو العذر؟
هل يتسع مفهوم أهل الفترة ليتجاوز كلام غالب الفقهاء أنها الفترة بين المسيح وأحمد ليشمل من لم يبلغه الأمر، أو بلغه على غير حقيقته أو كان من غير أهل النظر والتمييز، أو كان صبيا غير مكلف أو كان أحمقا ضعيف العقل وارثا أي ما كان ميراثه؟
ما هي علة أهل الفترة الزمانية والمكانية؟
ما أصل الحساب من عقاب وثواب؟
بعيدا عن القيم الإنسانية الفطرية من حب العدل والرحمة والخير هل أحاسب على طريق أدركت سلامته فعاندت أم طريق أخطأت المسير فيه؟
* ريم من أريامي مسيحية الديانة وبيننا من الحب نتيجة وحدة المنشأ وطيب العشرة ما بيننا.
ريمي تراني شخص طيب وأهم ما تتمناه أن أؤمن بما تؤمن به لأنه لا نجاة لي إلا بذلك.
قلت لها يا ريمي لم تقم لدي حجة على دعوتك إما لقصور في عرضك أو قصور في فهمي، ولا أقصر أبدا في اتباع حق أدركته فإن كان قولك هو الصواب ولم يتبين لي هذا الصواب فهل أكون شقيا شقاءً أبديا؟
ألا يشفع لي حب الإله وإجتهادي في بلوغ رضاه حتى إن ضللت الطريق غير متعمد؟
{كُلَّمَا أُلْقِىَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُواْ بَلَىٰ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَىْءٍ} [الملك: 8]
هنا تذكرت الوليد بن المغيرة وكيف أبصر فتعامى ولا يزال سؤالي حول من لم يبصر أو تعرض لخداع بصري ؟
*أهل الفترة
أهل الفترة هو مصطلح يطلقه الباحثون في شأن العقيدة الإسلامية على الناس الذين لم ينزل إليهم رسول ولا نبي ولم يتبعوا أحد الأديان السماوية.
بمعنى أنهم مجموعة من الناس عاشوا في ظروف جغرافية أو وقتية معينة، لم يرسل لهم داع ولم تصلهم رسالة سماوية.
أهل الفترة عند السلفية
والصحيح من أقوال العلماء أن أهل الفترة يمتحنون يوم القيامة، ويؤمرون فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة، وإن عصوا دخلوا النار، وجاء في هذا عدة أحاديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، وعن الأسود بن سريع التميمي، وعن جماعة، كلها تدل على أنهم يمتحنون يوم القيامة، ويخرج لهم عنق من النار، ويؤمرون بالدخول فيه، فمن أجاب صار عليه برداً وسلاماً، ومن أبى التف عليه وأخذه وصار إلى النار، نعوذ بالله من ذلك.
فالمقصود: أنهم يمتحنون فمن أجاب وقبل ما طلب منه وامتثل دخل الجنة، ومن أبى دخل النار .
وأما حديث: ((إن أبي وأباك في النار)) فهو حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه أن رجلا قال:
يا رسول الله أين أبي؟
قال: ((في النار)) فلما ولى دعاه، وقال له: ((إن أبي وأباك في النار)).
واحتج العلماء بهذا على أن أبا النبي صلى الله عليه وسلم كان ممن بلغته الدعوة وقامت عليه الحجة، فلهذا قال: ((في النار))، ولو أنه كان من أهل الفترة لم يقل له النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام في حقه، وهكذا لما استأذن ربه أن يستغفر لأمه نهي عن ذلك، ولكنه أذن له أن يزورها، ولم يؤذن له في الاستغفار لها، فهذا يدل على أنهما بلغتهما الدعوة، وأنهما ماتا على دين الجاهلية، وعلى دين الكفر، وهذا هو الأصل في الكفار أنهم في النار، إلا من كان لم تبلغه الدعوة - أعني دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام - فهذا هو صاحب الفترة، فمن كان في علم الله أنه لم تبلغه الدعوة والله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين وهو الحكم العدل، فيمتحنه يوم القيامة.
أما من بلغته دعوة الرسل في حياته، كدعوة إبراهيم وموسى وعيسى، وعرف الحق، ثم بقي على الشرك بالله فهذا ممن بلغتهم الدعوة، فيكون من أهل النار; لأنه عصى واستكبر عن اتباع الحق، والله جل وعلا أعلم.
انتهى (الشيخ بن باز)
* لكن قضية الإختبار يوم القيامة يردها البعض فقد ردَّ هذا القول بعض أهل العلم – كالإمام ابن عبد البر – وقالوا : إن الآخرة دار جزاء ، وليست دار تكليف ، وليس ثمة أوامر ونواهي في الآخرة
* شيخ الأزهر
أما شيخ الأزهر فيقول الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب عن أهل الفترة :
(ويقاس على أهل الفترة - كما يقول علماؤنا القدامى والمحدثون- كل قوم بلغتهم الآن دعوة محمد - صلى الله عليه وسلم مغلوطة ومغشوشة ومنفرة، فمثلا:
الناس في أوروبا الآن لا يعرفون عن الإسلام إلا ما يرونه على الشاشات من قتل وغيره، ولذا ينطبق عليهم ما ينطبق على أهل الفترة؛ لأن العلم لم يحصل عندهم، والله تعالى قال:
"وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"، فكيف يعذب الله -سبحانه وتعالى- شعوبا مثل الشعوب الأوروبية، وهى لم تعرف عن محمد - صلى الله عليه وسلم- أي صورة صحيحة، وكذلك الحال مع الوثنيين في أدغال أفريقيا الذين لم تبلغهم الدعوة أو بلغتهم بصورة مشوهة ومنفرة وحملتهم على كراهية الإسلام ونبي الإسلام، وللشيخ شلتوت كلام جميل في ذلك حيث يقول: "الكفر الذي يدخل جهنم هو من بلغته رسالة الإسلام، وبلغته بلاغًا صحيحًا، وكان أهلًا للنظر- أي للتأمل والتفكير، ثم بعد ذلك عرف أنها الحق ثم جحدها فهذا هو الكافر".)
انتهى .
* (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرً(97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا)
(99) النساء
---
ما بين المستضعفين في الأولى وفي الثانية موقف يستحق التأمل
في هذه الايات المباركة حوار بين الملائكة وبين بعض الناس في حال الاحتضار .
ويتحصل من مجموع هذه الآيات أن المستضعفين على قسمين .
القسم الاول : المستضعفون الذين عندهم قدرة على التخلص من الاستضعاف ويستطيعون ان يرفعوه لكن لم يفعلوا فهؤلاء (فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)
القسم الثاني : هم من المستضعفين أيضاً بدليل الاستثناء أي هم مستثنون من القسم الأول , وهم الذين ليس لهم قدرة على التخلص من الاستضعاف (لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا).
هؤلاء قد اختلف أمرهم عن القسم الأول فقال الله تعالى عنهم :(فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ)
فهم مرجون لامر الله لكن ذيل الآية فيها زرع الأمل في نفوسهم فهم للعفو أقرب منه إلى العقوبة (وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا)
*عند الجعفرية
الأريام في رحلة عند الإخوة الإمامية وجدت كلاما في غاية الأهمية وينبغي البناء عليه مفاده أنه من لم يقم عنده دليل على الإمامة فهو من أهل الجنة والكلام من قسم الفقه بمنتديات مدرسة الإمام الحسين عليه السلام.
ويقسم الناس كالآتي:
1- من لم تقم له الحجة = وكان الله عفوا غفورا
2- قامت له الحجة لكنه قاطع بعدم صحتها =معذور وهو في خانة القاصر
3- قامت له الحجة ولم يؤمن بها عنادا = على منخريه في النار
4- قامت له الحجة واورثته الشك او الاحتمال بصحة الطرف الاخر = مأواهم جهنم وساءت مصيرا
لانهم خرجوا من القصور الى التقصير
__
الشاهد هنا الفرق بين القصور والتقصير وإذا سحبنا الكلام لأوسع من المذهب لدعم ما تذهب إليه الأريام من عذر القاصر دون المقصر.
* إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62
جملة الشيخ شلتوت "الكفر الذي يدخل جهنم هو من بلغته رسالة الإسلام، وبلغته بلاغًا صحيحًا، وكان أهلًا للنظر- أي للتأمل والتفكير، ثم بعد ذلك عرف أنها الحق ثم جحدها فهذا هو الكافر".
هذه الجملة تستحق التأمل وأهم ما فيها وكان أهلا للنظر وفيها من الحكمة وما يوافق العقل والفطرة ما فيها، وأعتبرها قبلة لمن أراد الإبحار حول هذه القضية ، فرحم الله مولانا الذي أصاب موطن الداء عندما قال :
"امتنع كثير من العلماء عن إبداء رأيهم في كثير من المسائل التي هي محل خلاف ضنا بسمعتهم الدينية، فوقف العلم، وحُرمت العقول لذة البحث، وحيل بين الأمة وما ينفعها في حياتها العملية والعلمية". شيخ الأزهر محمود شلتوت رحمه الله
ليست هناك تعليقات: