مساحة إعلانية

في وجوده ثورة، وفي بقائه أفيون..نواصل حوار الأريام مع الدكتور قدو


نواصل الرحلة وتحاور الأريام الأستاذ الدكتور يوسف قدو العربي المسيحي وأستاذ مقارنة الأديان بجامعة بغداد لنعرف المسيحية من خلاله وفلسفة الأديان د.عتمان :
الدين عموما ، دوره في الحياة وهل هو ثورة أم أفيون للشعوب؟

د.قدو :
ــ الدين في وجوده ثورة، وفي بقائه أفيون، وهذا لا يعني أنّ الذنب هو ذنب الدين، بل الذنب يقع على عاتق رجالاته الذين يسترزقون باسم الدين وعلى حساب الدين، وأنا كثيراً ما أشبه الدين بالعقار الطبي، فالعقار الطبي في بدايته يكون علاجاً، لكن كثرة استعماله يسبب الإدمان، مما يتولد عنه أضرار جانبية ومضاعفات، حتى الرب يغير في الدين، فإرادته تقتضي تغيير الدين من أجل مصلحة البشرية، فلا ينبغي الوقوف عند اليهودية أو المسيحية أو الإسلام، لأنّ هذا يؤدي إلى إيقاف المسيرة الإنسانية، فإذا قلتَ لي إنّ الإسلام هو الدين الخاتم، قلتُ لك لماذا لا تكون النصرانية هي الخاتمة ما دام يجوز أن يكون دين خاتم؟! ومن ثم يحتج عليّ اليهودي فيقول لي: لماذا لا تكون اليهودية هي الديانة الخاتمة ما دمتم تعترفون بوجود دين خاتم؟!
 طبعاً هذا الحوار بهذه الطريقة يكون بين رجال الدين، أما المثقف فلا يؤمن بحدود تقـيّد فكر الإنسان.
---------------
د.عتمان :
حكمة الله في إختلاف البشر عقائديا وعرقيا وفكريا وحرية الإختيار ألا نتدبر تلك الحكمة ونتقبلها .من منظور مسيحي كيف ترى الإنسان وهل هو مخير أم مسير وكيف نتعامل مع الإختلاف ؟
د.قدو:
ــ الاختلاف هو سر التواصل، لولا الاختلاف لما كان هناك تواصل بين الأمم، خذ مثلاً حوارك الكريم هذا معي، أهم أسبابه هو الاختلاف، لولا الاختلاف فيما بيننا لما كان لنا كل هذا الشوق لعقد هذا الحوار الفكري، لكن للأسف الشديد يوجد مَن يتخذ من الخلاف ذريعة للقطيعة واللاتواصل.
ــ  الإنسان من منظورنا مخير وليس مسير، لأنّ الرب خلقه على صورته، والرب مريد، وقد أورد متى: ((أشهد عليكم اليوم السماء والأرض قد جعلت قدامك الحياة والموت البركة واللعنة فاختر الحياة لكي تحيا أنت و نسلك)).
ــ إذن مع وجود هذا الاختلاف بين بني الإنسان، ووجود الحرية للإنسان، أصبح من الممكن أن يختار الإنسان من يواصله ويتواصل معه، فهذه هدية ثمينة من الرب يمنحها للإنسان، إذ منحه الاختلاف والحرية والتواصل، فالاختلاف والحرية ركنا التواصل.
--------------
د.عتمان :
هل هناك شريعة مسيحية بمعني نظام تشريعي يضبط إيقاع النفس 
فمثلا الطلاق المحرم في الأرثوذكسية أهو تشريع ؟

د.قدو:
ــ يوجد تشريع في المسيحية، ففي الطلاق مثلاً أورد مرقس: ((فَقَالَ لَهُمْ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا، وَإِنْ طَلَّقَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي))، وفي المعاشرة: ((وَلكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللهُ، مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا، إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ))، وفي القتل: ((سافك دم الإنسان بالإنسان يسفك دمه))، وقد شرّع الكتاب المقدس الحق للحاكم في اتخاذ الأحكام، فإنّ الحاكم ((لا يحمل السيف عبثاً إذ هو خادم الله منتقم للغضب من الذي يفعل الشر))، ورجال الكنيسة يستندون على هذه الآية المقدسة في مشروعية اجتهاداتهم، وهناك تشريعات في العهد القديم قد أقرّ بعضها المسيح.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام