د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ..مسحراتي التعايش

25/6/2015

مسحراتي التعايش لقب جديد من قرائي الأعزاء والذين أجد فيهم العزاء ومنهم الدعم لتخطي وتقبل بعض الضرائب التي أدفعها نتيجة الإنحياز لما أراه حق .

إن الدعوة للتعايش مع الآخر لا تعني بحال من الأحوال الإقرار بمنهج الأخر ولا التكاسل عن إيضاح الحق النسبي وإقامة الحجة وإزالة اللبس ، ولا تعني ميوعة العقائد والمبادىء ، ولكن ذلك يتم في إطار الجدال بالتي هي أحسن وفي النهاية حرية الفكر والإعتقاد مكفولة وسيظل الخلاف والإختلاف حتى يفصل الله بين العباد ، وعندما أكتب عن المشتركات فأنا أعي حجم الإختلافات ولكني أنظر من الزاوية التي نفتقد النظر من خلالها .
إن التعايش بحاجة لقوة تدعمه ، بحاجة لقوة الحق وليس حق القوة .
لن يتحقق التعايش بالأماني ولا بأيادي الضعفاء بل بقوة الحق التي تخيف وتردع المتمردين وعاشقي السيطرة والإستعباد .
إن صراع النور والظلام ، العدل والظلم ، العبودية والحرية قائم منذ جريمة قابيل حتي أخر جريمة يقترفها أحفاده والقضية هي أين موقعك ؟
مع أحفاد هابيل والنور أم مع أحفاد قابيل والظلام ؟
إن الدعوة لخلافة الله في أرضه وإعمارها وقبول الآخر المختلف وحماية حريته في فكره وإعتقاده بعد إقامة الحجة والبيان عليه هي عقلية من يفهم سنة الله في خلقه فيقول الحق سبحانه :

(ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) يونس: 99.

وقوله تعالى :

 (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين الا مَن رحِم ربك ولذلك خلقهم..) هود: 118.

سبحان الله الذي خلق الأنفس وترك لها حرية الإختيار تحت غطاء علمه المحيط وسماء قدره ، فكان رحمن بالبر والفاجر بالملحد والمؤمن

وكانت سنته في الإختلاف واضحة ولم تضق رحمته بشيء مما خلق

هنا إقرار لحقيقة خلق الإنسان وحقيقة الإبتلاء وحقيقة حرية الإختيار فلو أردا الله جنسا من الملائكة المسيرين لخلقنا ملائكة ، ولو نفعته الطاعة أو ضرته المعصية ما إستحق الألوهية تعالى سبحانه عما يصفون

إن إدراك تلك الحقيقة كفيل بتجنيبنا الدمار والصراع والقتال بزعم الدين ظلما وعدوانا فما على صاحب الرسالة إلا حمل رسالته والبلاغ المبين لمحتواها ولم يجعل الله لعباده من سبيل على عبيده إلا البلاغ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
كل عام وأنتم بخير مع مسحراتي التعايش