اسجدوا لآدم! ..من أريام أفكاري د.عاطف عتمان

اسجدوا لآدم! 
هل السجود يستحقه آدم لذاته؟ 
أم أن السجود لآدم حقيقته سجود لبديع صنعة الصانع الذي جعل من صلصال من حمأ مسنون سيدا للكون،
وسجودا لصنعة بديعة تستحق السجود إكبارا للصانع! 
في عالم السادة الصوفية وأدبياتهم (التصوف وليس الدروشة) يرون الله في أعظم صنعته رؤية تعجز عنها الأبصار، ولا تحيط بها العقول وإنما يستعشرها الوجدان وتهيم فيها الأرواح . 
الله، البديع الواجد الموجود الأزلي الخالق، الصنعة الإنسان الإبداع العقل الحرية، كرامة هذا الكائن الذي خلق بشكل وهيئة وصفات سجدت الملائكة لعظمة إبداعها، هنا يجب أن نقف ونتوقف ونتفكر لندرك أبعاد الحقيقة. 
عندما أطالع تشريح الإنسان وفسيولوجية عمل الأجهزة وأطير لسبر غور المشاعر والعقل يسجد عقلي وتخضع نفسي وأهيم حبا في الصنعة. 
سأسجد لآدم لأنني أراه جل جلاله فيه، وما بين سجود وسجود سجود، وسجودي إكرام لعموم تلك الصنعة بلا قيود أو عنصريات وخضوع للخالق بلا حدود.