22/12/2016
كانت الأريام على موعد مع واحة العلامة السيد علي الأمين وألقت السلام :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سماحة السيد على يمثل لي الفقيه المسلم الذي يتجاوز ضيق المذهب اشتاق دائما لفيض نوره .
سماحة السيد نود منكم إلقاء الضوء على بعض الأمور مثل عقيدة الولاء والبراء ومفهومها وحدودها وقتل المسلم بذمي وما حولها من لغط وقتل الفرد المستأمن من قوم معتدون كما في حالة السفير الروسي
وهل تؤخذ الأحكام من كتب الحديث؟
استحضار التاريخ الناصبي أو الرافضي أو الصليبي مع إدراكي لموقفكم من هذه المصطلحات ولكن للأسف يذبحون اليوم تحت تلك الرايات
الجواب:
-عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المقصود من عقيدة الولاء والبراء هو تأييد الحق والعدل وإن كان الفاعل والقائل ليس صحيح الإعتقاد بنظرك، ورفض الباطل والظلم وإن صدرا ممن تعتقد بصحة معتقده، قال الله تعالى:
(ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).
وقد روي عن الإمام على عليه السلام قوله:
(لا يُعرف الحقّ بأقدار الرّجال. إعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله).
فلا يوجد تعميم في التأييد، كما لا يوجد تعميم في الولاء والبراء دون النظر إلى الحادثة ومعرفة الحق والباطل فيها.
-أما مصادر الأحكام الشرعية عندنا فهي أربعة: القرآن الكريم، السنّة النّبوية الشريفة، الإجماع، العقل.
وأخبار الآحاد التي تروي السنّة النّبوية إذا عارضت القرآن الكريم يجب طرحها وعدم العمل بها، وقد جاء في الحديث النّبوي:
(من آذى ذمّيًّا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمه الله يوم القيامة).
وهذا هو الموافق لعمومات الكتاب والسنّة، كما في قوله تعالى:
(من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا).
وفي السنّة (المسلم من سلم الناس من يده ولسانه).
وهذه من النصوص الدينية التي تشكل قاعدة ومرجعًا في احترام النفس البشرية، وهي حاكمة على كل العناوين والمصطلحات التي تستباح بها الدماء الإنسانية، فإن قتل إنسان بعنوان أنه صليبي أو ناصبي أو رافضي أو لخلاف في الدين والمذهب أو الرأي هو اعتداء على النفس التي حرم الله قتلها والله لا يحب المعتدين، وقتل السفير الروسي في تركيا لا يختلف عن جرم تفجير الكنيسة في مصر، فهو اعتداء وإجرام، والله لا يحب المجرمين، ولهم في الدنيا خزي وفي الآخرة عذاب أليم.
----
انتهى كلام الشيخ متعه الله بدوام العافية ونفع بعلمه وما استوقني هنا نظرة جديدة على شخصي على الأقل وهو مفهوم أوسع للولاء والبراء بعد أن كنت أظنه براء قلبي من كل عقيدة تخالف معتقدي فقط ليسع مولاة للحق مع من كان وبراءة من الباطل وإن كان باطل النفس وأهل المعتقد وهو طرح يتفق مع صورة الإسلام الكلية التي تعجب فيها الصحابة بنقاء فطرتهم من وجوب نصرة الأخ العقائدي ظالم!
فكان الهدي النبوي بتوضيح معنى النصرة وهي رد الظالم الباغي عن ظلمه وتلكم أروع معاني صدق الأخوة.
شكر الله لسماحة السيد على الأمين ونفع بعلمه وهو صاحب المقصد السادس للشريعة وهو عصمة الأمة على كتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وآله وسلم .
ليست هناك تعليقات: