حبيبي في الله د.عاطف لكم تفيض علي من تجليات فضلك ربما أكثر مما استحق ،تريدني أن أسهم في ترنيمات مسحراتي التعايش حسنا .
سأبدأ بما كان معي حيث نشأت على ما تواضع عليه أهل التسنن من انكار للتشيع وما اشتهر منسوبا اليهم من خطأ الوحي وأن جبريل عليه السلام أخطأ وأنزل الرسالة على محمد عليه الصلاة والسلام بدلا من علي عليه السلام وأنهم ألهوا عليا ونسبوا له من الفضل ما لم يتح لغيره حتى رسول الله ذاته .. وكنت حينئذ في مقتبل العمر مشغولا ببناء دنياي ولم تكن الخلافات طافية على السطح حتى كانت الثمانينات من القرن الماضي ، وهجم على مصر فقه النفط والبداوة والبتر ودولار، وفجأة وجدنا أنفسنا كما لو كنا لم نعرف الإسلام من قبل وان ما نشأنا عليه ضلال وابتداع وأن علينا أن نبرأ منه وندخل في هذا الدين الجديد !
في نفس الوقت والفترة التقيت مع من ينكر طقوس الدين كأداء الصلاة وأسماها غفر الله له حركات الثني والمد ، هنا دق ناقوس الخطر في وجداني، قلت ما هكذا تورد اﻹبل ، فان التسليم بالموروث بغير بحث فيه تقصير ﻻ يجوز ، وان ترك اﻻيمان واتباع الهوى تفريط ﻻ يصح، وبدأت رحلة تمكين اﻻيمان في مواجهة المنكر ، وبحث سلامة المعتقد في مواجهة الوافد الجديد الذي يتهدد ايماننا ، وعندما قرأت عن التشيع هالني ما نسب اليهم من فساد في المعتقد وصنفت في حقهم مؤلفات آخر ما اطلعت عليه في شأنهم كتاب مع الإمامية في اﻻصول والفروع لعلي السالوس ، حتى صورناهم كما لو أنهم شياطين في ثياب إنسية ..ولأني بطبيعة مهنتي باحث عن العدل راودتني نفسي أنه ﻻ يليق الحكم في غيبة الطرف المتهم بينما يمكن استحضاره وكانت كتب التشيع ممنوعة في مصر..وكان لي صديق رحمه الله يسافر الي لبنان الشقيق كثيرا وهي ساحة مفتوحة كما نعلم فطلبت منه ان يزودني ببعض كتب التشيع فاتحفني بكتابين اﻻول عن مفتريات أهل السنة على الشيعة وأهل الشيعة على أهل السنة ورغم أن كاتبه شيعي إﻻ أن عدالته في العرض أذهلتني ..ثم كتاب عن حوار بين إمام سني وآخر شيعي في مدينة بيشاور الباكستانية اسمه ليالي بيشاور.
خلصت من الإطلاع ان الخلاف ﻻيستحق تكفيرا من هنا او هناك ، وﻻ عداوة أو خصومة في القلوب والضمائر وأن الفتنة لعن الله من أيقظها ليست إﻻ صورة من صور التعصب المذهبي المذموم يشعل نارها من يستفيد من إذكائها بين المسلم والمسلم والموحد والموحد وتعجبت من يومها من هول خطر التعصب المذهبي وقررت أن أقتله أوﻻ في نفسي وقلبي، وأن أفسح صدري لمن خالفني ، فتلك فطرة الله في خلقه ..
شعوبا وقبائل ومشارب وقدرات متفاوتة واتسع وجداني حتى لمن خالفني ديني او أنكر حتى اﻷديان كلها فهو من رحم أمنا حواء وﻻ إكراه في الدين...
أأسف لهذه اﻻستطالة ولكنها ﻻزمة لبناء التعايش..كما أتمناه.. إخوتنا أدعياء التسلف لهم كل الحق فيما ذهبوا اليه ولكن ليس من حقهم الحكم على غيرهم ،كما أنه ليس لغيرهم عليهم حكما فكلنا آت الرحمن يوم القيامة فردا .
فردا ﻻ طائفة وﻻ قبيلة وﻻ مذهب وﻻ إمام وﻻ جماعة ،اللهم سلم.
التعايش في الدنيا فريضة.... الله خلقنا متباينين ..ولو شاء الله لآمن من في اﻷرض جميعا....التباين فطرة ..وربنا ألزمنا بأن علة التباين التعارف ...لتعارفوا ﻻ لتتشاحنوا وﻻ لتتخاصموا وﻻ ليحكم بعضنا على بعض ...انظروا قول الله تعالى في سورة الحج " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئيين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد صدق الله العظيم ...
الله سيفصل يوم القيامة بين الجميع وﻻ إنابة لغيره سبحانه وتعالى في الفصل ..فدعونا ﻻ نغتصب ما خص الله به ذاته العلية ..ونجرد قلوبنا من مغبة التكفير وتحقير الغير ونتعلم كيف للآخر أن يساكننا
ليست هناك تعليقات: