مازلت هناك مع تلك الشخصية الرسالية شخصية أمير المؤمنين الإمام عليّ كرم الله وجهه ، وكالعادة أحاول الهروب من صراع الروايات التي تمتطيها الطوائف وأركز في حقيقة الصورة بعيدا عن الأشخاص قدر الإمكان لألاحظ طبيعة الصراع ما بين الخلافة الراشدة خلافة الدين الذي يصلح الدنيا والدولة الدنياوية التي تمتطي الدين ، وبدأت مخالبها في الظهور باستشهاد الفاروق العادل رضي الله عنه وأرضاه ، ودخل على رضي الله عنه وأرضاه في صراع معها لاستعادة رشد الخلافة بأخلاقيات الرسالة وفقه القرآن وللأسف سيطرت الدولة الدنياوية من بعد استشهاده رضي الله عنه وأرضاه اللهم إلا بعض الحقب البسيطة
القضية ليست أشخاص يقع فيهم كل طرف حسب هواه، القضية صراع أهل البقاء مع أهل الفناء ، ويحفل التاريخ والواقع وسيحفل المستقبل بفصول الصراع مع تغير الأشخاص .
دائما ما يجنح ذوي الأموال والثروات والنفوذ للحكم القائم ويقاومون كل تمرد أو ثورة بدواعي منطقية لمصالحهم ، ويلحق بهم من يقتات على موائدهم ولكن من الحالات الفريدة التي دعموا فيها الثورة والتمرد حالتهم ضد الحاكم الثائر للحق وبالحق لأن خطورته أخطر من الثورة على حاكم موالي يسترضيهم ويكونوا له أذرع .
لا أصدق ولا أنبل ولا أعدل من ثورة من منع ركوب إبل الصدقة ولم يعطي إلا بحق ولو كان ذا قربى ولم يمنع إلا بعدل ولا كان ذا خصومة ، فخالفوا القاعدة ودعموا الثورة على أعظم ثورة إصلاحية في التاريخ الإسلامي ، ومات عليّ والسبطين عليهم السلام ودامت جذوة ثورته ومازال هذا الصراع قائما وقلما في التاريخ من حاكم ثائر.
ليست هناك تعليقات: