مساحة إعلانية

فيا قلمي يا ألمي أسكب مدادك على الأرض..من أريام أفكاري ..د.عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان أبريل 14, 2016



لو كنت من الأخيار أو الأطهار لإختارني الله إلى جواره مع من إختار من النبلاء ولم يعذبني بما تستحقه نفسي أن أعيش تلك الأيام المظلمة وحالة القهر التي تنهش كبدي على أمة تواصل السقوط وبعضهم يهلل والآخر يلوذ بالسكوت أكلا للصمت والصهيونية سممت العقول والضمائر وأفسدت الذمم وأصبحت هواء و وباء نستنشقه عنوة وعناء وتقودنا بأيدينا إلى الهاوية وأن أرى من يستحمرني ويقول ما أريكم إلا ما أرى !
اللهم إن كنت لست أهلا لجوارك بسوء فعلي فأنت أهل للإحسان فإن قضيت فتنة فاقبضني إليك رحمة وإحسانا منك بعبدك ولا تعذبني بأن أضل أو أضل أو أذل أو أذل يا عظيم الإحسان تصدق علي .
لم أتخيل يوما أن نصل لهذا المنحدر !!!
كم تكلمنا عن الإختراق الصهيوني للإعلام والسينما والتعليم حتى أنتج ما نحن فيه من تشوهات قاتلة وسرطان شرس يلتهم الجسد المنهك .
بل إختراقها للدين وتخنيثه تارة وأفينته تارة أخرى وجعله من عماد للوحدة والإعتصام لخناجر للفرقة والإنقسام ومن شمس للحب إلى بركان للكراهية ومن نور السماء للأرض إلا ظلام التحريف والتدليس والإنحراف عن جوهر النور لنغرق في الظلمات .
وكم قلنا أن التاريخ يكتبه المنتصر وفضلا عن التزييف فيه فالنظرة الواحدة مسيطرة والموضوعية غائبة وما تحول منه لأعمال سينمائية بخيال الكاتب - وما أدراك ما نوعية كتابنا - شكل وعي غائب وتاريخ مشوه وعقول كليلة ومع كل ذلك فقد وقعنا في الفخ كليا أو جزئيا بدرجة ما .
لم أتخيل أن يأتي يوما يتباهى فيه المتصهينين بصهيونيتهم ويخلعون الأقنعة ويتحكمون في كل شيء ويعلو صوتهم ويهلل لهم سواد ليس بقليل ونمارس أبشع أنواع الغباء ضد أنفسنا فندمر أنفسنا ويوردنا السفهاء مصارعنا حتما محتوما ، وننشغل بأنفسنا عن عدونا
في نصف العقد الأخير عانيت من كثير من الأخطاء وحالة تخبط وتغيرات أعلى من المعدل الطبيعي كحالة مجتمعي الذي يعيش أزمة خانقة وفي غاية الخطورة
ربما كل أو معظم الأخطاء غير متعمدة وهي نتيجة لحالة الضبابية وغياب الشفافية والتضليل المتعمد وأحيانا لهوى في النفس يتسلل خلسة وربما الأطر البيئية والمجتمعية والموروث المصنوع بعناية لتدميرنا .
كالعادة لابد من تكرار الوقفات الدورية مع النفس ومراجعة المواقف وفق المستجدات والممحاة متحفزة لتسطر مصالحة مع النفس عمادها المصارحة وتعديل المواقف لتسير دائما في فلك المبادىء
فعذرا لله وللعباد على أخطائي سواء كانت سهوا أو عمدا
فما أنا إلا إنسان النقصان من طبعي والخطيئة قرينتي لكنني دائما أسعى أن أكون من هؤلاء الذين يتطهرون
فيا قلمي يا ألمي أسكب مدادك على الأرض لعله يتطهر بمرافقة الدماء البريئة ويا أيتها الأريام الثكالى إزرعن الصبار و أقمن العزاء على قبري وأكرمن الشامتين قبل المعزين وليعلو السليل بترنيمة الحب والتسامح ولتخبري أحفاد هابيل أني أحبهم ومنهم وأحفاد قابيل أني لا أكرههم بل أشفق عليهم من أنفسهم ومن المصير المحتوم
.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام