مساحة إعلانية

دكتور عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب. ...على خطى إسلام بحيري

عاطف عبدالعزيز عتمان أبريل 01, 2015


أسهل شيء هو تصيد الأخطاء والبحث عن الشذوذ في القول والفعل ، فالطبيعة البشرية للإنسان هي النقصان والخطيئة وليس بصعب تلمس السقطات ، ولكن الصعوبة تكمن في التنقيب عن النفائس ونفض التراب عنها .
أثناء بحثي عن الخلافات والإختلافات والتعصب ، وجدت أنه في مرحلة ما كانت تقام الصلاة في الحرم على أربع جماعات لأن أتباع المذاهب السنية الأربعة الأشهر لا يصلون خلف بعض وهم سنة ، ووجدت بعض أتباع الشافعية يحرمون الصلاة خلف الأحناف لخلاف في نواقض الوضوء / بل الأدهى الأمر هو الذهاب لعدم الزواج بين الحنفي والشافعية لأنهم يجيزون الإستثناء بالإيمان كالقول مؤمن إن شاء الله وبعضهم قال تعامل معاملة الكتابية !!!
هنا مادة دسمة للشذوذ والسير على خطى بحيري للطعن بالتراث وسب الأئمة والسلف ونعتهم بالإرهاب والتكفير ورفض السنة ومن ثم تتلقفك الفضائيات وتفتح الصحف أبوابها للمجدد الثائر على التراث وحتى من لا يقتنع بشذوذك لكنه يسعى للإثارة وخاصة في سوق النخاسة الإعلانية ، ولا عجب في ذلك فإنه عصر القرود حيث كل المؤخرات سافرة من أجل اللحلوح ، واللحلوح أو الجنيه تراق في سبيله القيم وتهان الأديان وتسب الذات العلية وتباع الأوطان .
أما أن تبحث وتنقب وتحيط بالموضوع لتنتقد لا أن تنقض فهذا أمر صعب لا يتحمله إلا العلماء المحققون أصحاب الأفهام السليمة والقلوب النقية والبصائر المستنيرة ، يروى عن المعصوم صل الله عليه وسلم أن أحد السائلين سأل صاحب قطيع مما أعطاه الله ، ومن كرم صاحب القطيع قال للسائل إختر ما تشاء من القطيع فتجول السائل في القطيع وفي النهاية سحب كلب ورضي به عطية !!!
هؤلاء هم الشواذ والمتصيدون الذين يبحثون عن بضعة نواقص في عديد الفضائل .
لقد كتبت يوما ضد حد الردة نقدا بلا سب ولا لعن ولا هدم وكنت متسائلا أكثر من مقر لأنني لست من أهل الفقه بل أظهرت كلام المجددين والذي أميل إليه من أنه حد سياسي لولي الأمر لصيانة المجتمع ، ولقد تصدر أفذاذ أهل العلم للتجديد كأمثال الإمام محمد عبده وغيره ونالهم من سفاهة المحافظين وأهل الجمود والشواذ فكريا على السواء ما نالهم ودعونا هنا نقف عند نقاط مهمة أهمها أن أئمة السلف ورواد العلم بشر يؤخذ منهم ويرد عليهم ولا قداسة لأي منهم .
ولو رجعنا للتعصب والجهالة التي أصابت عباد المذاهب لوجدنا كل أئمة العلم ومن نسبت إليهم المذاهب ضدها ، وعلاقة الأئمة ببعضهم البعض وخوفهم من الكذب على الله وإقرارهم بفساد أقوالهم إن عارضت صحيح كتاب أو سنة وتحذيرهم من الكذب عليهم خير رد علي عباد المذاهب وإن إدعوا تبعية للمذهب .
راجعوا علاقة الإمام جعفر الصادق عليه السلام بأئمة العلم الذين عاصروه والذي يدعي البعض الإنتساب لمذهبه فيقتلون ويكفرون ويسبون ويلعنون ، هل هي نقيصة فيهم أم فيه هو حاشاه عليه السلام ورضي الله عن جده لأمه الصديق .
مما لا شك فيه أت تراثنا الإسلامي بحاجة للمراجعة من المكذوبات ومن الأخطاء ، والفقه بطبيعته متغير بتغير الزمان والمكان وميزة الإسلام هي المرونة وترك المساحة للعقل البشري للإجتهاد وفق الثوابت والأصول ومجاراة تطور الحياة وتغير
الظروف ، لقد إنتهى زمن الفقيه الواحد المفتي وأصبحنا بحاجة للمجامع الفقهية التي تشمل فقهاء مجتهدين من كافة المدارس وعلماء مختصين في مجالات العلم المختلفة لمراجعة التراث وصياغة فقه يناسب التغيرات محترمين التنوع والإختلاف ليخرج لنا مخرجات مرنة متنوعة لكنها تستند على جذور الأصول والثوابت وتزيل الغبار عن هويتنا وتراثنا النفيس .
إن السفاهة والشذوذ والجهالة المركبة وهم الصوت الرائج لا يمكن وصفهم بالتجديد بل هي دعوات متطرفة لهدم تراثنا وتمييع هويتنا وضياع مستقبلنا ولن تنتج إلا عفنا يستدعي تطرفا محافظا وإرهابا لكل محاولة تجديدية وهذا هو قدر المصلحين والمجددين أن تأتيهم السهام من اليمين ومن اليسار ، من أعداء الدين ومن مدعي الدين على السواء ، ومن هنا فعلي أصحاب الفكر والعلم والمنطق أن يصدحوا بحقهم وسط أبواق الباطل فلولا صرخات الأفغاني ومحمد عبده وشريعاتي والكواكبي والتي وإن لم تسود وتتصدر لكن لولاها لكنا أسوأ مما نحن فيه مرات ومرات ، فعليكم أن تعدوا العدة عذرا لله ، أما بحيري وأمثاله فهم إما معذورون بالجهل المركب والخطيئة على من يتبنون شذوذ أفكارهم وإما مأجورين وأنا ضد سيف التكفير وأن يتحكم الناس في عقائد ورقاب بعضهم بعض ، فهناك دولة ومؤسسات وعناتيل من المحامين أتعجب من إنتفاضتهم لكل صغيرة وكبيرة وخذلانهم للنبي وسنته !!

رب إهد من ضل منا وألف قلوبا متنافرة وهيء لنا من أمرنا رشدا
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام