مساحة إعلانية

د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ..حرق معاذ الكساسبة وكشف العورات

عاطف عبدالعزيز عتمان فبراير 06, 2015

جريمة بشعة بكل المقاييس والأعراف والأديان ، فحرق الإنسان الحي وبنوع من التباهي والتشفي شيء يشيب له الولدان ولم نتعود عليه مما إستفز مشاعر البشر إلا !!!!!
إلا...
 تلك هي محور كتابتي لتلك السطور وهي مكمن الخطورة لأن فيها الكثير والكثير .
أول ما فيها أنها توضح  أزمة الكذب والتدليس في بعض من تراثنا الموروث والذي دس الصهاينة فيه ما يمزق أجسادنا  وتصدر الجهلة للمشهد الديني بحجة أنه قرآن وسنة وليس لدينا رجال دين 
فخرج البعض يبرر الحرق ويشمت فيه بحجة أن الصديق أبا بكر حرق الفجاءة السلمي حيا .

وهنا مكمن الجهل والجهالة عندما يتصدر أدعياء الثقافة المشهد ويدخلون لكتب التراث دون دليل وعندما يستشكل عليهم ما يبدو شاذ بدلا من الرجوع لأهل العلم الشرعي يسارعون لنشر الشاذ إما كبرا بالرجوع للعلماء المختصين ، وإما سعيا لشهرة زائفة بترديد شواذ الأقوال والبعض القليل من الحاقدين يتخذها مطعنا في التراث وفي الدين .
أما تلك الرواية المكذوبة فقد رد عليها الشيخ الحبيب على الجفري بما يلي 
------
ورواية إحراق سيدنا أبي بكر الصديق للفجاءة رواية باطلة مدار سندها على "علوان بن دَاوُدَ البجلي" وهو رجل مطعون في روايته.
قال الحافظ بن حجر في لسان الميزان:
"قال البخاري: علوان بن داود ويقال بن صالح منكر الحديث "
كما علق الحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد على هذه الرواية بقوله:
"رواه الطبراني وفيه علوان بن دَاوُدَ البجلي وهو ضعيف وهذا الأثر مما أُنكر عليه".
وروى العقيلي في "الضعفاء الكبير" عن يحيى بن عثمان أنه سمع سعيد بن عفير يقول: كان علوان بن داود زاقولي من الزواقيل"

والزواقيل هم اللصوص.
------- 
العورة الثانية هو عورة التكفير ومن لم يصب صراحة بالتكفير أصابته رائحة التكفير فمن لم يشمت برر .
ونضع الأمر في نصابه فالمرحوم الكساسبة لم يذهب للعراق لإلقاء الورود على داعش بل ذهب مقاتلا وتلك حقيقة بغض النظر أي الفئتين على حق والآخر على ضلال ، ولو إستهدفت داعش الكساسبة في معركة لكان الأمر طبيعي فكلاهما حريص على قتل الآخر ولكن عندما وقع في الأسر إنتهى الأمر وتحول من مقاتل لأسير وللأسير حقوقه ، وبالتالي فجريمة داعش جريمة بكل المقاييس ولا مبرر لها .
------------
أعود للتكفير ورائحته التي أشمها في مجتمعي ، في أحداث 11سبتمبر كانت قيادات الإخوان تشجب وتندد بالأحداث والقواعد وخاصة الشباب وما أدراكم ما الشباب وحميته وإخلاصه يسجد شكرا لله على إذلال أمريكا على يد المجاهد بن لادن ، وربما كان هذا شعورا عفويا وليس توجيه بل هو حصاد التربية والتفكير وحصاد ظلم وجبروت أمريكا وضعف العرب والمسلمين عامة. 
وأعود لحادثة الكساسبة لأشم رائحة تكفير داخل المجتمع تتفاوت في شدتها وتبريرها الأول الظلم وربما مالا يلتفتون إليه هو الظلام .
الأمر جد خطير والتكفير ورائحته والحاضنة الشعبية لهذا الأمر في غاية الخطورة وما أراه على الساحة الدينية والثقافية والإعلامية لا يعالج شيء بل يسكب مزيدا من البنزين على النار 
المطلوب  هو خطاب غير تقليدي وثورة داخلية والتركيز أولا على تحصين المجتمع ضد التكفير فوالله هذا الداء أشد من إنفلونزا الخنازير وأكثر دمارا من السرطان وبعد تحصين المجتمع يكون في المرتبة الثانية خطاب لشباب الحركة الإسلامية الذين لم يرفعوا سلاحا ولكن هؤلاء يريدون خطابا يفهمونه ويثقون في صاحبه ويعالج مناطق الإنحراف بحرفية الجراح الماهر 
أما من يرفع السلاح فدواؤه القوة وبشدة وحزم .
الأمر ليس تلك القوافل الدعوية الروتينية والتي يقوم بمعظمها غير مؤهلين ويحاضر فيها أكثر ممن يحضرها وتكون مجرد أرقام وحوافز ومكافآت .
إن التكفير ورائحته التي أشمها أمر في غاية الخطورة ويحتاج لوعي وعلم وبصيرة ومن ثم خطة قومية طويلة الأجل دينيا وثقافيا وإعلاميا لمحاصرة هذا المرض العضال ، ولا يمكن هنا أن نتجاهل دور الدولة من إقامة للعدل وتحقيق للعدالة الإجتماعية وزرع الأمل وخاصة في الشباب وإستعادة الثقة بين الدولة والمواطن.

رحم الله الكساسبة وحرق من قام بتلك الجريمة في الدنيا والآخرة  فحرق الكساسبة أدمى قلوبنا وهو فرد أما التكفير فهو سيحرق أمة إن لم نعالج الأمر بحكمة وسرعة .
حفظ الله مصر وأمتنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن 

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام