الواقعية المثالية
قالت أنا ثم عملي
ثم ..ثم....ثم أنت !!
كانت جملة مفصلية
و ربما صادمة لكنها صادقة ، ومحل الصدمة والمفارقة أني قلت أنتِ ثم أنتِ ثم أنتِ.
وذكرتني ثم بحكم ثم والواو في العطف عندما تذكر الذات الإلهية وبعدها ما دونها وليست تلك قضيتنا ، ولست أدري
هل تعمدت هي ثم بدلا من الواو أم كانت عفوية .
صدمة الجملة لم
تكن هي الأولى في ذاتها ولكنها كانت في بداية صفحة جديدة ناصعة البياض مفعمة بأمل يتنابه كثير من القلق.
وكان الخطأ الأكبر الذي سقطت فيه سابقا أني أريدها أن تحلق معي في السماء ، فترى بعيني وتحكم وفق نظرتي التي ربما تعيش
خيالا ومثالية ورومانسية لم تعد مناسبة ، ولا تلامس أرض الواقع في الوقت الذي كانت هي
ثابتة الأقدام على الأرض وتتمتع بواقعية ربما أرها جافة .
لا أنكر أن سهام
تلك الواقعية أصابت جنبات نفسي فأدمتها ، لكني راوغت حتى لا تستقر تلك السهام في سويداء
نفسي فتقتلها .
حاولت توسيع دائرة
الرؤية لمحاولة أن أري بعينيها ما غاب عني ووجدت إما أن أتمسك بأفلاطونيتي وأعيش حياة
في سماء خيالي ، وأحلق بجناحي بعيدا فأعيش كسماء بلا أرض وعنق بلا أقدام وطائر يواصل
الطيران بلا شجرة يأوي إليها ، وتعيش هي بأقدام تغوص فالأرض بلا سماء تغطيها .
أو أغوص في أرضها وأفقد نفسي وأرى بمنظارها وأبادلها الندية ويتحول الأمر لصراع أفقد فيه نفسي ولن أصل إليها .
وإما أن أتخذ من
أقدامها وثباتها أقدام لي ، وتتخذ من أجنحتي وسيلة لأن تجد لأرضها سماء ، فأكون الطائر
وتكون الشجرة ونخلق واقعية مثالية تحتوي النظرتين
أقدام تمثل أرض
وأجنحة تمثل سماء ، فتكون أرض بسماء وأكون سماء لها أرض .
لست أدري هل تلك
محاولة خيالية بائسة لن يكتب لها النجاح ؟
أم جنوح لمزيد من الواقعية يجنبني مزيدا من
الجراح ؟
ولا يتبقى إلا أن أقول لها ، إن نجحت في محاولتي فقد كسبت نفسي وكسبتك وإن فشلت فسأحاول وأحاول وأحاول وبالنهاية حتى لو قررت الطيران في سمائي ستظلين أنتِ ثم أنتِ ثم أنتِ وهن لن نختلف حول ثم أم الواو ، وأهمس ختاما يا حلو صبح يا حلو طل يا حلو صبح نهارنا فل .
ِ
ليست هناك تعليقات: