أحمد سيف الإسلام عبدالفتاح حالة تستحق التوقف أمامها وكعادتنا لا نعرف قيمة رموزنا إلا بعد الرحيل
أحمد سيف الإسلام كان من الممكن له أن يعيش بأوربا أو أمريكا ويمارس ما يسمي نشاطا سياسيا من هناك في رغد من العيش لكنه أبى إلا أن يناضل هنا ، ويتحمل الإعتقال والتضييق وهو الميسور الذي كرس حياته للفقراء والمظلومين .
الراحل الكريم كان يساريا حتى النخاع وربما لا يتقاطع مع الإسلاميين مطلقا بل أزعم أن بعض الإسلاميين لو تمكنوا من الحكم لجلدوا ظهر أحمد سيف الإسلام على يساريته ، ولما لا وقد طعن بعضهم إبنه وإتهموه بالشذوذ تارة والعمالة أخرى وها هو خلف القضبان لا بتهمة تخابر ولا عمالة ولكنه سجين رأى وفق قانون التظاهر !!
خلاف أيديولوجي مع الإسلاميين ومعارضة لحكمهم وأذى يناله وأسرته منهم وحالة صحية غير جيدة ومرارة إعتقال عبر العصور ومع كل هذا يفني الرجل حياته دفاعا عن المظلومين لا ينظر إلا معتقدهم الديني ولا توجههم الفكري ولا خصومتهم الشخصية ويدافع عن المعتقلين من الإسلاميين ، هنا تبدو عظمة الراحل الكريم وهنا حقيقة إسلام من لم يكن يوما من الإسلاميين .
يموت هذا المناضل وولده وإبنته خلف القضبان في قضايا رأي ليحرما من تقبل عزائه ويرفضا كتب شهادة وفاته ، لأن أمثال هذا الرجل تموت أجسادهم وتبقي مواقفهم وإنسانيتهم خالدة عبر الأزمان . لقد إنتشرت صورة لعلاء عبدالفتاح من محبسه هي صورة العام على حد زعمي ، وقد رحم الله والده أن إختاره قبل أن يرى القهمر في عيني إبنه ، أيها الساسة حان وقت مراجعة حالات الإعتقال ، وحان وقت إقامة العدل وسيادة القانون ، فالوطن لا يتحمل كسر القضبان فلابد من فتحها بالقانون ، حماية لهذا الوطن ورفقا بفلذات كبده الذين لم يرتكبوا إثما ، فلو صح رقم 20 ألف معتقل هذا يعني20 ألف أسرة غير مستقرة فكيف يستقر الوطن ؟؟
هناك أناس دائما ما أشعر أنني قزم إلى جوارهم ،ألئك من أحبهم لأنهم يضعوني في حجمي الحقيقي من هؤلاء أحمد سيف الإسلام عبدالفتاح بمواقفه ونزاهته مع خصومه نسأل الله له رحمة تغنيه عما لاقى بحياته وأمنا في الدار الآخرة ونسأل الله لأهله الصبر والسلوان ولهذا البلد أن يحفظه ويهيء له سبيل الرشاد
ليست هناك تعليقات: