مساحة إعلانية

فألهمها فجورها وتقواها ..بقلم د.عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان مارس 28, 2014


فألهمها فجورها وتقواها
حاقد ، حاسد، كاذب ، مادي ، كلمات انفجرت كقنبلة عنقودية تناثرت شظاياها فلم تترك ذرة إلا أدمتها.

وكعادة الإنسان يتخذ وضع القنفذ في الدفاع عن نفسه وربما يشعر بمرارة المظلومية وخاصة إن فجر تلك القنابل من كان الظن فيه أنه الإسفنج الذي يشرب الهموم والأحزان فإذا به بركان يلفظ الحمم.

في الغالب يكون رد الفعل هو الإنكار وربما يتطور وضع القنفذ الدفاعي لموقف هجومي باستخدام شتى الأسلحة .

وتظهر مظلومية الإنسان أمام نفسه ويكره الدنيا والبشر وربما يتبرأ من إنسانيته ويظن أنه ملاك وسط الشياطين ويحاسب الناس على مثالية هو أبعد الناس عنها .

أما القلة القليلة  عندما تهدأ ثائرتها وتنفرد بأنفسها في جلسة مكاشفة ومصارحة وأحيانا تمسك بالسياط وتجلد بها أنفسها حتى ينسيها ألم الجلد ما دونه من آلام .

رجعت للفلاسفة وعلماء الاجتماع وجدت أن تلك الصفات في ذاتها وخاصة دون وجودها بصيغة المبالغة  ليست سبابا بل هي الإنسان ، أو بمعنى أدق هي الأشواك المتناثرة في نفس الإنسان ، والتي يشترك الجنس البشري في نوعها ، ويتفاضل في كميتها ، وتعمده وإصراره على الإيذاء بها.

فكل نفس لها  نصيبها من تلك الأشواك، قل هذا النصيب أو تعاظم وفقا لمقدرة الإنسان على تهذيب تلك الأشواك ولجمها.

ربما أكون حاقد ولكني لست حقود ، حاسد ولست بحسود ، كاذب ولست بكذاب ، مادي ولست بجماد .
..
اللهم زكي نفسي أنت خير من ذكاها أنت وليها ومولاها .








بقلم د.عاطف عتمان

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام