مساحة إعلانية

د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ...شياطين الإستبداد ..الجزء الثالث ..الجهل

عاطف عبدالعزيز عتمان يناير 29, 2014

                                          رحم الله العالمان العلمان الكو اكبى ومحمد الغزالي 
تناولت فى الجزء الأول والثاني دور شياطين الإستبداد من مدعى الفقه والتدين فى تأصيل الإستبداد وتمكين المستبدين وإعتمدت على توفيق من الله ثم على فكر وعلم  العالم الجليل عبدالرحمن الكو اكبى والفيلسوف الفذ الشيخ محمد الغزالي ونواصل اليوم مع شيطان الجهل وهو أحد أهم شياطين الإستبداد كما صنفها الكو اكبى فى رائعته طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد ...
هل من المصادفة أن يبدأ الوحي بإقرأ وأن تكون هناك سورة فى القرآن بإسم القلم ويقسم الحق سبحانه به ويقول والقلم وما يسطرون...وأن يكون أول الخليقة عالم علمه علام الغيوب لما علم الله آدم عليه السلام الأسماء كلها...

أمن قبيل الصدفة أن يكون فداء أسرى بدر تعليم عشرة من المسلمين..

أمن قبيل المصادفة أن يحل الله صيد الكلب المدرب المتعلم ويحرم صيد الكلب الجاهل...
ويقف الهدهد ليخاطب سليمان عليه السلام وهو من ملك الملك العظيم ليقول أحطت بما لم تحط به فرفع العلم من شأن الهدهد....

ويذكى ربى العلماء ويقول إنما يخشى الله من عباده العلماء..

هل هذه أمة أقرأ الذى نخر سوس الجهل فى عظامها سنوات وعقود حتى صارت فى ذيل الأمم المتحضرة وفى مقدمة الأمم المتخلفة 

إن العلم هو العدو الأول للإستبداد والمستبدين ..فالعلم نور من الله النور العليم اللطيف الخبير علام الغيوب.. ويلتقى شيطان الجهل مع المستبد لإحكام القبضة على رعية جاهلة خائفة 

وبطبيعة المستبد لا يخشى من العلوم المادية البحته فأهلها مشغولون بأبحاثهم ومسالمون  ولا من العلوم الدينية المختصة بالغيبيات والعبادات وعلاقة العبد بخالقه بل يستغلها أحيانا لتركيع النفوس والسيطرة على القلوب ...

يخاف المستبد من علوم الحياة والفلسفة العقلية وفلاسفة الحق الذين يدركون صحيح الدين ومن علوم السياسة المدنية 

يخاف من العلماء الراشدين المرشدين العاملين المتفقهين الذين لا يدخلون على السلطان ولا يخافون فى الله لومة لائم

بطبيعة المستبدين فهم مغرورون ولا يحبون العلم ولا العلماء لأنهم يشعرونهم بحقارتهم وضيق أفقهم ...
فالحرب قائمة بين الإستبداد والعلم وستظل قائمة
لأن العلم يكسر قيود الخوف ويحرر العقل ويهذب النفس ويطلق طاقات الحرية والإبداع
قال الحق سبحانه- أن الأرض  يرثها من عبادي الصالحون -
فالأفهام العليلة قصرت الصلاح على كثرة العبادة والنوافل فضيعت معنى وجوهر الإسلام ونسوا معنى الميراث وتناسوا قول الله للملائكة إني جاعل فى الأرض خليفة وأن الإنسان خليفة الله فى أرضه وأصل الخلق للعمارة والخلافة والعمارة والخلافة إن إلتزمت بمنهج الله أصبحت عبادة 
فلبسوا على الناس دينهم بالتصوف تارة وبالتزهد المزعوم تارة أخرى وجهلوا أن الزهد أن تملك الدنيا فى يديك وتنزعها من قلبك 
ولكننا زهدنا  كذبا وزورا فيما لا نملك فأمة أقرأ غالبيتها أمي وأمة سورة الحديد لا تصنع مسمارا.. تحولت لأمة مباخر ودراويش وينتظرون ميراث الأرض هيهات هيهات

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام