الإسكندرية10/2/2012
أكتب تلك الكلمات قاصدا بها وجه الله وحده
لا أكتبها عداء أو شماتة أو تحيزا إلى طرف
فوالله لا أنتمى دينيا إلى إلى الإسلام لا جماعة ولا فرقة
وما أبتغى وما أضع نصب عينى إلى الوحدة والعصمة من الفرقة
إلى المصلحين ودعاة الوحدة ونبذ الشقاق والخلاف
أزمة الأمة أزمة حوار ....أزمة كيفية إدارة الإختلاف....أزمة تعصب للرأى أو الجماعة
أزمة قيم ومبادىء...أزمة تبليس إبليس على أهل الدين وشغلهم بتوافه الأمور عن عظائمها
لبث الفرقة وزرع الحقد والبغضاء
أزمة سنّة إدعينا إتباعها وإهتممنا بمظاهرها وغاب عنا خلق وسلوك صاحبها
لم نتعاذر ولم نتراحم ولم نحسن الظن ببعضنا
قدمنا أخوة الجماعة على أخوة الإسلام تصيد بعضنا لبعض الأخطاء
تشددنا فى الخطاب وإحتكرنا الحق ولم يسع بعضنا بعضا
فحالة الإستقطاب الحادة فى المجتمع بين التيارات الإسلامية والتيارات الليبرالية أصبحت
لا تطاق بل الإستقطاب داخل التيار الإسلامى ذاته فاحت رائحتها
ومازلنا نعالج المواقف بسطحية وسزاجة ولا نتطرق إلى جوهر المشكلة ونكتفى بتقبيل الرؤس والهتاف إيد واحدة التى ما تلبث أن تتحول تلك اليد إلى لكمة فى وجه أخيها
كل منا يتقوقع داخل فكرة ويتعصب دون أن يضع نفسه مكان الآخر ودون أن يعتقد أنه لربما يكون الأخر على صواب
الإخوة الليبراليين كثير منهم ليس عدوا لله ولشرعه كما يظن بعض المشايخ
قد يكون لديهم سوء فهم قد يكونوا خائفين من تطبيق الشريعة ليس لكونها شريعة ولكن خوف سوا ء مبرر أو غير مبرر من بعض التيارات الإسلامية وفهما المتشدد
قد يكون سوء فهم للإسلام كدين متكامل وليس مجرد عبادات كما يظن البعض
ولكن يبقى ظنى بالغالبية أنهم محبون لله ولرسوله ولدينه ولذا لابد من مد جسور الحوار
بين الجميع ونتذكر كيف عامل النبى عبدة الأصنام فما بالك بالموحديين
الإستقطاب الأخر الإستقطاب السلفى الإخوانى وهذا إستقطاب قديم ظهر جليا اليوم لمزاحمة السلفبيين الإخوان فى العمل السياسى ولكن ليست تلك هى القضية
فالإستقطاب قديم ومرده فى الأساس للأسف تصورات مستنده للدين وبهذه التصورات
قسمت مساجد الله فى الأرض مساجد إخوان ومساجد سلفيين
الدعوة السلفية المباركة التى أسس لها الشيخ بن عبد الوهاب لإحياء العقيدة ومحاربة الشركيات والتى لها منهج معين فى الفقه قائم على الإتباع يرون غيرهم من الإتجاهات الإسلامية على ضلال فى إعمال العقل ويتفرغ البعض لمهاجمة علماء وأفكار مختلفه عنهم
ويتطور الامر للتطاول على علماء وعلى إتجاهات ويسود إعتقاد بضلال من لا يتبع منهجهم
فى الفهم وللإنصاف هناك فى السلفيين علماء وأشخاص لا غبار عليهم فهم قدوة فى الفهم والتعامل مع الآخريين ولكن للأسف العامة والخطاب العام ليس بجيد
أما الإخوان فتعصب الكثير منهم للجماعة ولمن يدينون لها بالإنتماء وغرقوا فى السياسة
وأهملوا الدعوة وينظر بعضهم وخاصة بعد الثورة بتعال وغرور ويعتقدون أنهم أهل السياسة والدراية وإذا خالفهم مخالف أو خرج عن إطار الجماعة أصبح من المغضوب عليهم
أيها السادة لابد من التفريق بين الاخطاء وبين تلك الدعوات الطيبة التى صدرت من الشهيد البنا أو الشيخ بن عبدالوهاب أو غيرهم
وينبغى أن لا تلهينا الأسباب والمسببات وأن لا تتحول الوسائل إلى غايات فالجماعات والتنظيمات والتجمعات سياسية كانت أم دعوية أم خيرية فهى وسائل والغاية هى راية الحق والعدل والكرامة والمساواة راية عمارة الكون راية الحرية راية الإسلام
بكى رسول الله لما علم من شدة بأس هذه الأمة بينها
فهل تكون أحد أسباب بكاء النبىّ وفرقة الأمة أم تكون أحد أسباب وحدة الصف ونبذ الفرقة
بقلم د عاطف عتمان
ليست هناك تعليقات: