اغتصاب
المحبة
طرقت باب المحبة آملة
فرأيت ما بعثر ظنوني
خلت المحبة ببيتها مريضة
فهالني كراهية مصفرة العيون
لبثت في التيه كمن أضاع لسانه
قبل أن أنطق كفزع المكلوم
أمستقر المحبة هنا أم ستتجاهلوني
أشارت لي الكراهية هي هنا بين رفقتي
فادخلي و لا تقفي كالمحزون
دخلت فتلقتني أنفاس كريهة
و المحبة تصارع أرجوكم أسعفوني
النفاق عند رأسها و الكذب يشدها
والغدر يغتصبها ببشاعة المشحون
رجوت أن أكون كمن فقد وعيه
فما رأيته بشع لم تصدقه عيوني
هرعت نحوها بسخط متهالكة
فصدتني الكراهية
بقولها
مالك تفسدين علي نشوة مجوني
صرخت بها ويحك انك هالكة
فالمحبة أزلية و لن أنعاها كالمكلوم
مالك حاقدة تبتهجين بلوعة المحزون
هل أنا ببيت شرف أم بمثوى المعدوم
تركت خلفي عشيرة آثمة تدعي جنوني
أعدمت لساني و حتى بصيرة عيوني
كل حر بينهم يتعب مهانة و تحقيرا
ليخبو بريق صدقه ويمسي كالممحون
يحيطونك بسم القول تتجرع مرارته
و لا تنطق بألمك فأنت مصنف كالمجنون
يزيدون إيلامك و ضخ أحقادهم في جرحك
حتى تنزف و تقبر كالمطعون
كل ما لديهم نفاق يثملون به
إذا عاشرتهم سينالون منك كالطاعون
اتركي المحبة يا وجه طغيانهم
فمهما فعلتم عنها لا تبعدوني
سأحررها من بطش زفراتكم الآثمة
حتى و إن تجمعتم كالضواري لتنهشوني
يكفي أن أنفاسي جمدت لزمن وسعيكم ضلالة
فالحقيقة تنمو على الغصون
تهلك أعداء الحنان تهلك كل من تجاهلوني
روابي خضر شيدتها فوق الم أينعت
فمهما كتمتم صوتي فبذخيرة المحبة
لن تقبروني
بقلم حنان بن عريبية
ليست هناك تعليقات: