أحب ولا أعرف غير الحب
فإنى أدين بدين الحب
وقلبى ملىء بالحب
من أحب ؟ولما أحب؟
أحب ربى خالقى سيدى مولاى فهو سبحانه أحب إلى مما سواه
هو من رحمته سبقت عدله
هو من غفر لبغى من بنى إسرائيل فى كلب سقته
وأحب الرحمة المهداة من قبل الرحمن الرحيم
أحبه صل الله عليه وسلم ومنه تعلمت الحب
تعلمت الرحمة بالحيوان فما بالك بالإنسان
تعلمت العدل والعفو والوفاء وحرمة الدماء وحرمة الأعراض
وكرامة الإنسان بل كرامة الحيوان
فهو من أمر بإحسان ذبح الذبيحة من الحيوان
وهو القائل من آذى ذميا فقد آذانى
تعلمت الحب منه
والله ورسوله أحب إلى مما سواهما
مادفعنى للكتابة هو محاولة رد الظلم عن دينى وعن شريعتى
ممن ينتسبون إليها ويدعون أن من مقتضياتها كرها للأخر
قضية الكره التى يدعيها البعض يستندون فيها لفهم عاجز وقاصر لعقيدة الولاء والبراء ويعجزون عن فهم معنى الكره
الولاء والبراء أولا هى عقيدة وليست معاملة
وبمقتضى تلك العقيدة فأنى كمسلم أبرأ إلى الله سبحانه وتعالى من أى عقيدة تخالف عقيدة التوحيد التى أؤمن بها وهذا من مقتضيات تمام إيماني بعقيدتي وكرهي للعقائد المخالفة محله قلبى وكرهى معناه إنكار ورفض قلبى لما يخالف إعتقادي وبراءتى من أى معتقد مخالف
وأيضا صاحب المعتقد المخالف من تمام عقيدته عدم الإيمان بعقيدتى
فسنجد هنا أن معنى الكره هو إنكار قلبى لأى عقيدة تخالف معتقدى
وهذا من حق صاحب أى عقيدة تجاه العقائد المخالفة
والولاء لكل معتقد بعقيدتى ولاء عقائدى للمعتقد
إذا فهناك فى الإسلام ولاء وبراء ولكنها عقيدة وليست معاملة
ولا ينطبق كرهى لمعتقد مخالف على صاحب المعتقد
بل أكثر من ذالك
فأنا أكره المعصية فى العاصى ولا أكره العاصى والعاصى من جنس دينى ومعتقدى
فأكره شرب الخمر فى المسلم ولكنى لا أكرهه لشخصه
خلاصة القول أننى لا أكره إنسان قط
فلكل بشر حق رحم حواء مهما إختلفنا فكريا وعرقيا ودينيا
أحب اليهود كبشر ولو جار فله حق الجوار وأكره الصهيونية والصهاينة وأعاديهم ماداموا يغتصبون مقدساتى ويقتلون إخوانى
أحب إخوانى فى الإنسانية وفى الوطن من المسيحيين نعم أحبهم
وكيف لا أحبهم ويحل لى الزواج منهم
وكيف لا أحبهم وهم وصية سيدى أبا القاسم إستوصوا بأهل مصر خيرا
كيف لا أحبهم وقد يكون أجدادى منهم
كيف لا أحبهم وأرضى أرضهم وسمائي سمائهم ومصيرى مصيرهم وخيرى خيرهم ومصابي مصابهم
قد تكون منهم أم أولادي أو خال أولادي
أحب الناس جميعا هكذا تعلمت من ديني
تعلمت الحب من دين الحب
فرسول الله أحب كفار قريش وبحبه لهم شق على نفسه ضلالهم
وتمنى هدايتهم للحق
فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا
فكاد يهلك نفسه حزنا وأسفا على ضلالهم وعدم إيمانهم لأنه يحبهم ويشفق عليهم ولكنه لا يحب كفرهم وإعراضهم
نعم أحب البشر كلهم بل أحب الشجر والحيوان أحب الحياة
أحب الحب
ولا يمنع ذالك أن أبرأ من أي معتقد يخالف عقيدة التوحيد التي أؤمن بها.....
إنها حقيقة مؤكدة أنى أدين بدين الحب
د عاطف عتمان