مساحة إعلانية

دكتور عاطف عتمان يكتب ...كفر المسلم وكفر المسيحى ..

عاطف عبدالعزيز عتمان أبريل 11, 2013

ما تزال دعاوى الفتنة الطائفية تطل بوجهها القبيح من حين لآخر 
وفى ظل ضعف الدولة الحالي وظل تصاعد الأصوات النشاذ من الجانبين فإنها تمثل خطورة شديدة على وحدة النسيج الوطني ..
مازال تسطيح الأمور والإلتفاف على جوهر المشاكل هو سمة تعامل الدولة ومؤسساتها مع تلك الأخطار ..
وما يزيد الوضع خطورة هو إحساس لدى الجانب المسيحي أن نظام الحكم منحاز ضده وسواء كان هذا إحساس واقعى أو مبالغ فيه إلا أنه يظل واقع يغزيه أحيانا تصريحات غير مسؤولة من مؤسسة الرئاسة المرتبكة وتلاسنات من هنا ومن هناك ..
المشكلة جد خطيرة وتستلزم تدخلا جراحيا ...
تستلزم مكاشفة ومصارحة دون حرج ودون مجاملات ورفع للمصحف وللصليب فى صورة لم تعد مجدية .....
لست من أهل العلم الشرعي ولكنى مواطن مسلم وأعيش وسط الناس وأعلم من أسباب الإحتقان ربما ما لا يعلمه كثير من الأكاديميين والنخب ...
المشكلة فى الأساس من وجهة نظري تكمن فى محاور رئيسية 
أولها.... .
غياب دولة القانون وعدم الشعور بالعدل والمساواة 
وثانيها ......
عدم الوضوح والمكاشفة وحذر كل طرف من الآخر ومحاولة الإلتفاف حول الجراح وهناك صديد وقيح فى العقول والنفوس يحتاج لتصفيته وتطهير  حتى يلتئم  الجرح..
وهذا الحذر يؤدى لإزدواجية فى الخطاب نقول فى الكنيسة ما لا نقوله فى العلن 
ونقول فى المسجد ما لا نقوله فى الإعلام..
 فى العلن نذكر النصوص التى تبدوا وردية .. .وفى الخفاء نذكر النصوص التى تبدوا سوداء ..
مع أن الواقع غير ذلك ...السواد والوردية فى الفهم وليس فى النص وفى إقتطاع أجزاء على نمط اليوتيوب ..
وإن تجاوز بعض السفهاء من الجانبين تلك المرحلة وأصبح للسباب وللتحريض منابره ...
ثالثها ...
خوف من المسيحيين و بعض من المسلمين على السواء من تمكن نظام حكم الجماعات الإسلامية سواء كانت تلك الهواجس فى محلها أم لا ..


والحل من وجهة نظري ينبغى أن يرتكز على أمور أهمها 
دولة القانون التي تقيم العدل على الجميع فلا يقال مسلم قتل مسيحي ولا مسيحي ضرب مسلم ..
بل مجرم إعتدى على مظلوم 
والمظلوم يأخذ حقه والمجرم ينال عقابه مهما كان وزنه أو حجمه أو دينه..
ثانيا...
 المكاشفة والمصارحة والوصول لحلول من يوافق عليها مقتنع بها حتى يستطيع إقناع أتباعه ..
قضية الكنائس وبنائها وهل بها سلاح وهل هي خاضعة لسلطة الدولة وما يسمى بالمختطفين وهل الجماعات الإسلامية لديها مليشيات و مصادر تمويلها
 وهل هي خاضعة لسلطة الدولة أم لا ..
ثم لابد أن نعى حقيقة مهمة ولا نحاول الإلتفاف عليها الإسلام دين دعوى مطلوب من أتباعه نشر رسالته وإقامة الحجة على الناس 
والمسيحية دين تبشيري يسعى لنشر دينه بين الناس وأي تجاهل لتلك الحقيقة هو دفن للرؤوس فى الرمال ..
ليس المطلوب من أتباع دين أن يتخلوا عن معتقداتهم بل تنظيم العمل والإتفاق على سبيل تعايش داخل الوطن الواحد ..
هل مصر للمسيحيين؟ والمسلمين وافدين إليها أم أن معظم المسلمين والمسيحيين من قبط مصر والأرض لهم والوطن لهم ؟؟
بحاجة لإجابات عن قناعات لمجابهة أصوات البوم الداعية للخراب ..
النقطة الأخرى ..
عقيدة الولاء والبراء  وتجنب الخوض فيها فيما يؤدى للتطرف فى فهمها وإخراجها حتى من مسماها كعقيدة ...
فما بين مفرط يجعل من عمل الخير أساس الإيمان ويفرط فى الإعتقاد وبين متطرف يخرج البراء العقدى عن مفهومه ليكره أشخاص بسبب المعتقد أو يسحب هذا البراء على المعاملة ..
هل المسيحي كافر ؟؟
 نعم كافر ولكنه ليس كعبدة البقر فهو مؤمن بدين ويكفر بما سواه ..فهو مؤمن وكافر فى ذات الوقت وليس بأدل عن تمايزهم هم واليهود عن الديانات الوضيعة بنداء يا أهل الكتاب  ..
هل المسلم كافر ؟؟
..نعم ..المسلم كافر بأى عقيدة تخالف عقيدة التوحيد ...
وفى ذات الوقت مؤمن بعقيدة التوحيد .

لابد من التوضيح  ولكن ليس معنى ذلك أن نخرج ليرمى بعضنا بعضا بالكلمة على الإعلام فالحكمة بفهم المتلقي وليس بنية القائل ...
همس فى أذني صديقي المسيحي معاتبا عن ما يسمعه فى منابر المساجد من بعض الجهال الذين لا يصح لهم إعتلاء المنابر 
وأخبرني عما يدور بداخله وعن ما يسمعه فى الكنيسة من أمور 
وضحت له أنها مبتورة وخارجة عن السياق مثل لا تقربوا الصلاة 
وإليكم مثال واحد لم أسمع للأسف قس يواجه شيخ به حتى نستوضح الأمور ...

حديث عن الرسول صل الله عليه وسلم قال..
أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله ..
صدق رسول الله صل الله عليه وسلم 
حديث إنصر أخاك ظالما أو مظلوما الذى دائما ما لا يذكر إلا نصفه الأول ...

وكثير من آيات القتال وجملة هنا وموقف هناك وحقيقة هنا تعقبها ألف كذبة هناك ..
ليس المجال هنا للرد على تلك الشبهات المبتورة والمجتزئة من مجمل النص ..
وهناك على الجانب الآخر تجييش ضد الكفرة عبدة الصليب الذين يلبسون الأسود حداد على مصر ولن يخلعوه إلا عندما تعود مصر مسيحية ..والسلاح والميليشيات وسحر المسلمات ووو...

النقطة الثالثة ...
على نظام الحكم ...وللإنصاف الإخوان فى قضية الأقباط معتدلون جدا وقضيتهم سياسية فى المقام الأول وليست عقائدية ....
على نظام الحكم أن يسوق نفسه بالمواقف والتشريعات لدى المسلمين العاديين غير المنتمين للتيارات الإسلامية قبل المسيحيين أنه نظام حكم عادل وللمصريين جميعا ويحترم دولة القانون والمواطنة الكاملة على مبدأ تساوى الحقوق والواجبات ..
النار تحد الرماد مستعرة ..والأمر يحتاج لحكمة وحكماء ..يحتاج لحوار ومصارحة ..يحتاج لسيف القانون ليبطش بالمجرمين 
اللهم صل على سيدنا المسيح وبشارته سيدنا محمد وإحم مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن ...
                     د عاطف عتمان




مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام