إقالة السيد الرئيس ...............بقلم د عاطف عتمان

محكمة ...
الكل يقف فى صمت فى إنتظار دخول السادة القضاة ....
محكمة اليوم قاضيها هو الشعب والمدعى بالحق المدني هو الشعب  ومحامي المجنى عليهم هو لسان حال الشعب ...
والمتهم غائب عن الحضور ..ربما يظن نفسه فوق المحكمة وربما منعته ظروف غير معلومة ...وربما يرى نفسه مؤيدا بتأييد أعلى لا يخضع للمحاكمات المستندة على القوانين الوضعية ....
دخل القاضى المحكمة وجلس الحاضرون  ...
وبدأ القاضى تلاوة الحكم وحيثياته ...
حكمت المحكمة بإقالة السيد رئيس الجمهورية ....
هتافات وتصفيق وبكاء وزغاريد ....
القاضى... صمت من فضلكم لتلاوة الحيثيات وإلا سأخلى القاعة ..
يخيم الصمت على المكان ....
ويبدأ القاضى فى تلاوة حيثيات الحكم ..
لما كانت ثورة 25 يناير قد أسست لحكم الشعب وجعلت منه السيد صاحب القرار ولما كانت الدماء الطاهرة التى سالت من خيرة شباب هذا الوطن قد روت شجرة الحرية ..
وبما أننا فى دولة القانون والمؤسسات 
وإقتداء بمؤسسة الرئاسة التى تقيل أى مسؤول لمجرد شبهة فساد حتى لا يستغل موقعه فى التأثير على سير التحقيقات 
وإستنادا لما ورد بصحيفة الدعوى 
فقد قال السيد الرئيس أن بابه مفتوح للجميع  وإذا بهذا الباب مغلق فى وجه مستشاريه ...
ولما كانت هناك شبهه فى توسط الرئيس لنجله للعمل بأحد الشركات التابعة للشعب 
ولما كانت هناك شبهة لإستخدام أموال الشعب فى رحلات عائليىة
ولما كانت هناك دماء سالت ومازالت تسيل وهناك شبهة تورط للرئيس أو مرؤوسيه فى إراقة تلك الدماء...
ولما أقسم الرئيس على إحترام الدستور والقانون وحنث باليمين 
ولما وعد الرئيس بالشراكة وعدم الإنفراد بالسلطة وإستكمال ثورة 25 يناير وتم دعمه وإنتخابه على هذا الأساس ثم أخلف وعوده 
ولما كانت ثورة 25 يناير ترفع شعار العيش والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية ولم يتحقق شىء من ذلك كله
ناهيك عن وعد 100يوم ووعود دولة المؤسسات ...
ولما كانت مؤسسة الرئاسة أضحوكة تثبت الخبر صباحا وتنفيه فى المساء
ولما إستقال نصف من عينهم الرئيس مستشارين وأكدوا أنهم كانوا مجرد ديكور وهنا تلوح شبهة إهدار للمال العام وتدليس على الشعب بأن هناك مؤسسة تحكم
ولما كان الشعب هو مصدر السلطات وهو من منح الشرعية المشروطة بإحترام العقد المبرم بين الطرفين 
ولما كانت هناك شبهة فى إخلال السيد الرئيس بالعقد
قررت محكمة الشعب إقالة السيد الرئيس وتكليف السيد وزير العدل بندب قاضى للتحقيق فى الشبهات التى وردت فى حيثيات الحكم .....
الله ....الشعب ..... الوطن

د عاطف عتمان