مساحة إعلانية

الإخوان فقدان الهوية ...وهجرة الطيور ...بقلم د عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان فبراير 18, 2013

فى عقد الثمانينيات  ومع تبلور التنظيم الثاني للإخوان المسلمين  بما يحتويه من عمود فقرى من شباب الجماعة الإسلامية فى الجامعات والذى نجحت الجماعة فى ضم قطاع عريض منهم 
ومع كبار القادة الإخوان البناويين منهم والقطبيين ومع موجات التلاقى مع السلفية الوهابية التي رصدتها فى المقالات السابقة بداية من الخمسينات وهروب النخب الإخوانية للسعودية مرورا بالسبعينيات وسفر أسر إخوانية عديدة للمملكة ومع بداية جماعة أنصار السنة المحمدية  فى مصر
ثم وجود الحركة الإسلامية فى الجامعات وإنتشار الكتب السلفية المجانية ورحلات العمرة ومحاولة إستقطاب شباب الحركة الإسلامية للمنهج السفلى الوهابي ..
فى الثمانينيات يرصد الباحثون تأثير متبادل بين الإخوان والسلفية
بقدر ما أثر الإخوان فى السلفية حركيا بقدر ما أثرت السلفية فى الإخوان أيديولوجيا ...
ونتيجة هذا التلاقح ظهر ما يسمى بالسلفية الجهادية المرتبطة بالفكر القطبي ..
وأرى أن سيد قطب رحمه الله ظلم كثيرا من تلك التيارات وخاصة السلفية الجهادية التي نسبت نفسها لسيد قطب ..
فسيد قطب لم يكن فقهيا ولا مفتيا ..سيد قطب أديب فى المقام الأول والأخير ونتاجه الفكري هو نتاج أدبي لا يأصل عليه عقائديا ولا فقهيا فالأديب له خياله وأسلوبه وكلماته الواسعة الفضفاضة التى تتحمل وجوه عديدة ..
فبغض النظر عن أخطاء سيد قطب وشذوذ بعض آرائه لكن الخطيئة كانت فى وجود بعض الأدبيات التي تم التعامل معها على أنها أحكام شرعية ..
والإشكالية هنا تكمن فى تلك الجماعات التي كانت تبحث عن مبرر وسند لها فى إتخاذ العنف وسيلة للتغيير وفرض ما يرونه الحق ووجدوا فى أدبيات سيد قطب ضالتهم ..فهؤلاء إتخذوا الموقف وإعتبروه هو الحق المطلق ومن ثم بدأوا يبحثون عن غطاء شرعي لهذا الفكر فكانت بعض أدبيات سيد قطب هي ضالتهم المنشودة ...
الإخواني الفلسطيني الشيخ عبدالله عزام كان يمثل هذا الجناح المسمى بالسلفية الجهادية 
وظهر تيار آخر يدمج بين فكر العمل العام الإخواني وسلفية المعتقد فى الوهابية وهذا ما مثله الإخواني السوري محمد سرور زين العابدين ...
وهذا ما أنتج ما يطلق عليه الباحثين السلفيين الإخوان ..

وهذا التيار ظل تأثيره عميق وإن علا صوته وخفت على فترات  نظرا لطبيعة المجتمع المصري ...

بدأ صراع تكسير العظام مع نظام مبارك بداية من قضية سلسبيل الشهيرة .ثم التضييق على الإخوان فى النقابات 
وبدأت مرحلة من الصدام بين الإخوان والنظام خاصة بعد أن تم كسر شوكة الجماعة الإسلامية ..
فى حالة الصراع تلك سيبزغ فجر الدعاة الإخوان السلفيين مستغلين القنوات الفضائية السلفية  كأمثال الدكتورصفوت حجازي والدكتورراغب السرجانى ويظهر شكل جديد لدعاة محسوبين على الإخوان يمثلون ما يسمى بالسلفية الإخوانية .
وترشح الجماعة الشيخ حازم أبو إسماعيل الذى يحسب أنه من مدرسة الإخوان فى إنتخابات 2005
ونموذج الشيخ حازم أبو إسماعيل يوضح بجلاء ضياع الهوية الإخوانية ووجود حالة جديدة بعيدة عن سلفية البنا أو ما يسمى بالسلفية الإصلاحية فأظن مثال الشيخ حازم أبو إسماعيل يوضح عمق المأزق الفكرى لدى الجماعة ...
هنا الحركة التنظيمية للإخوان أسيرة لجيل من الشيوخ المتسعودون
وجيل الطلبة السلفيين الإخوان الذين إنضموا فى السبعينيات ومجموعة من المؤمنين بما يسمى بالفكر القطبي ..
بعض الباحثين صنفوا الجماعة لتيار إصلاحي  معتدل يميل لفكر البنا وللسلفية الإصلاحية ..وتيار محافظ يميل للفكر القطبى..

وكانت الإنتخابات الداخلية فى الجماعة تسير تجاه تمكين التيار المحافظ من مفاصل التنظيم حتى إنتهى الأمر بإختيار الكتور محمد بديع مرشدا وهو الذى ينتمى للتيار القطبي التنظيمي 
وهنا قلق الإصلاحيين وسادت حالة من القلق بين الساسة والمفكرين والبعض من الإخوان أنفسهم إعتبروا ما حدث إختطاف للجماعة من قبل التيار القطبي بقيادة الدكتور بديع والسادة جمعة أمين ومحمود عزت ....
شهد تاريخ الجماعة العديد من الإنشقاقات  سواء على مستوى القيادات أو الصف الثاني أو الكوادر...
ويرى القيادي السابق الدكتور عبدالستار المليجى والذى كان يرأس الدكتور مرسى تنظيميا  أن الجماعة يقودها 90% من الإنتهازيين والبعيدين كل البعد عن منهج دعوة حسن البنا وأنه على العكس ف90%من أعضاء الجماعة هم مخلصون وقد تكون مشكلتهم أنهم مغيبون عن طبيعة التنظيم والقائمين عليه ويعيشون على الأدبيات والخطاب العاطفى ولا ينفى ذلك إخلاص هذا القطاع العريض المتدين......
ويبقى خروج الأستاذ مختار نوح فى مرحلة مبكرة وخروج المجموعة التي كونت حزب الوسط فيما بعد مرورا بالأستاذ ثروت الخرباوى والدكتور عبدالستار المليجى والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح والدكتور محمد حبيب نائب المرشد السابق والدكتور كمال الهلباوى والشباب الذى خرج أعقاب ثورة يناير 
تبقى هنا علامات إستفهام كبيرة  لمن يريد أن يعرف طبيعة وحقيقة التنظيم الذى يحكم مصر  ويبقى على شباب ومحبي الإخوان أن ينفتحوا فكريا ويتخلصوا من قيود الجماعة ويسمعوا من الجميع وينفتحوا على كافة الأفكار ويحكموا عقولهم بعد أن ينفتحوا على الجميع وخاصة القامات الفكرية التي هربت من جحيم التنظيم المسيطر على الجماعة ...
ويبقى السؤوال مطروحا ....هل مازال هناك إخوان مسلمين على نهج مؤسسها أم ضاعت الهوية وسرقت الجماعة  ؟







د عاطف عتمان
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام