إلى صديقي المتشنج سأكتب بمحبة

✍️ السلام عليك يا صديقي ورحمة الله وبركاته، سلام من الله السلام أينما كنت وكيفما كنت مهما كان دينك أو مذهبك أو فكرك أو عرقك.
سلام ونعمة، سلام ومحبة، سلام ورحمات وبركات.
✍️ لا يغيب عني يا صديقي ما تظنه غائبا من فهم شائع للولاء والبراء، وتكفير كل مختلف، والزعم بخيرية تورثني النجاة مهما أفسدت، وتورث غيري الهلاك مهما أصلح، وإن مستني النار فأيام معدودات.
بل أزعم يا صديقي أنني أعلم بالولاء والبراء منك لأنني علمت ما تعلم وتمردت عليه فتعلمت مفاهيم أخرى حوله واخترت ما يقبله العقل وتأنس به الفطرة وما زلت أنت حبيس ما لقنت.
كيف يغيب عني ما آمنت به ودعوت له وتمردت عليه بفهم مختلف؟
هون على نفسك يا صديقي.
✍️ لا تتوهم يا صديقي بسبب تشنجك أنني معزول عن الواقع، فأنا أعلم جيدا أن الخط العام في كل الأديان والمذاهب يحتكر النجاة والخلاص، ويكفر المختلف، ولديهم نصوص وأدلة قوية، لكنني اخترت خط القلة النادرة التي أيضا لديها أدلة ونصوص، وقراءة إنسانية ومقاصدية للنصوص وعقل يتدبر وفطرة نقية.
✍️ أما صلاة الإنسانية فلا أظنك فهمتها، ولا أدركت كنهها، ولا حتى تأملتها بهدوء فقدمت نقدا لتراتيلها، بل تملك التشنج منك فتوهمت أوهاما في رأسك وانشغلت بمحاكمتها فازدت تشنجا.
✍️ يا صديقي أنت وراث ما برحت برمجتك التي كلما درت في فلكها تعمقا أزدت تشنجا وأخيك المتشنج هناك مثلك بالضبط فما فضلك عليه وما فضله عليك؟
✍️ يا صديقي... طريقي الذي اخترت ومنهجي الذي ارتضيت لا ألزم به أحدا لأنه لا يناسب غيري فهون على نفسك.
تجربتي ربما تكون ملهمة، وربما تكون مجرمة، لكنها ليس للاستنساخ، لأنني أؤمن بأن لله طرائق بعدد أنفس خلقه ، وقيمة الإنسان أن يستلهم من التجارب لا أن يستنسخها بل عليه أن تكون له تجربته الذاتية.
✍️ يا صديقي هون على نفسك فالفكر يجابه بالفكر لا بالتحذير ولا الإرهاب وثق أنه لا يوجد مع مخلوق توكيل حقيقي من الإله للسيطرة والتحكم في الإنسان وأن الحكم لله وأنك هنا لتسعى إلى نوره.
✍️ يا صديقي أبشرك بقبس من نور فمثلي موجودين وإن خافوا مخالب الظلام أو لم يكن لهم في البيان مهارة إلا أنهم هم النور الذي يحفظ الأمل وعندنا يحلق طائر الحرية سيملأ تغريدهم الآفاق.

✍️ يا صديقي باقات محبة حسن ظن وسلام من الله السلام عليك أينما كنت وأي ما كان دينك أو فكرك أو عرقك.
المحبة هي الطريق والسعادة هي العلامة والنور هو الغاية.