هل هناك إله ؟
حاولت أن أتقمص
شخصية الملحد لأبحث عن إنقاذ للبشرية مما هي فيه ولما كانت الإشكالات تتمحور حول غياب
الإله أو عدم اليقين في وجوده أو رفض الأديان
والرسالات فكانت البداية مع الفرضية الأولى التي تنسف ما تلاها ، فلو لم يكن هناك إله
فسيتم نسف الأديان تلقائيا .
كان معظم إن لم
يكن كل الملحدين أو اللادينيين أو اللا أدريين يقفون عند من خلق الكون ويريدون تجربة
حقيقية تثبت لهم وجود الله أو رؤية عينية لله .
حاولت أن أدخل
تلك التجربة و فشلت أن أدخل تلك الدائرة ، فعندما كنت في منتصفها رأيت الله .!!!
ربما بحكم الدراسة
العلمية كنت أنا الإنسان أرى الله في نفسي بيولوجيا وفسيولوجيا وسيكلوجيا فضلا عن الكون
ونظامه ، وإن إحتكمنا للعقل البشري وبالتأكيد فيه من هو فوقي ومن هو دوني في القدرة
العقلية فقد توصل هذا العقل بسواده الأعظم لرؤية آثار الله وعدم إنكاره وربما رأى الله
أهل البصائر والحظوة في أثاره رؤية يقينية تفوق الرؤية العينية التي ربما تزيغ أو تسحر
، فحاجة الإنسان لمن هو أقوى دائما حاضرة وطبيعة الحياة لا يمكن أن يستقيم لها معنى
إلا بنهاية للرحلة يعقبها بداية ، وحاجة النظام الكوني لمن يقوم على أموره ضرورة ملحة
وحقيقة منطقية وعلمية فالقمر الصناعي خلفه أشخاص ودول قائمة على أمره وهكذا كل شىء
فكيف بالكواكب والأقمار والسماوات والخلائق ؟
حاولت أن أتركه
لأدخل دائرة اللاإله فما تركني هو .
حاولت أن أخرج من سلطانه فعجزت ، هل هو عجز أم قيود
الإيمان التي ولدت مكبلا وعشت مقيدا بها ؟؟؟
من حقي أن أفكر
وأسائل وأرفض وأقبل فوفقا للإيمان فعقلي مناط التكليف وسبيل الوصول إلى الإيمان ، وحتى
مع نظرية الإنفجار الكبير الذي يعزى إليها تكون الكون يظل السؤال من أوجد الإنفجار
؟
ومن أين النواة
الأولى والمادة الأولى ومن يقوم على هذا النظام الذي ثبت بالعلم دقته ؟
وهل لو أمكن بالتجربة
وتمكن العقل الذي هو من المفترض أنه من صنع الله من إدراك الإله فهل يصلح ذلك المدرك
والمحاط من صنعته أن يكون إله ؟
متى أحاطت الصنعة
بالصانع ؟
عجزي عن إدراك
كنهه مع إدراكي الكامل لآثار وجوده هو إدراك لوجوده
قضية الملاحدة
الكبرى أنهم لم يقدموا طرح منطقي وعقلي بديل لوجود إله وعجز معبودهم وهو العقل عن تفسير
الوجود وموجوداته وعن تفسير ذاته .
فالمؤمن جوابه
حاضر من خلق السموات والأرض سيقول الله أم
عند الملحد فلم أجد جوابا يناهض قناعة المؤمن
الإنسان يحب ويكره
ويتألم دون أن نرى الحب ولا الكراهية ولا الألم.
من حق العقل أن
يسأل ويتفكر ويتدبر بل واجب عليه أن يتخذ من الشك المنهجي سبيل لبلوغ اليقين .
أحاول أن أخوض
التجربة ولكن حتى أكون صادقا مع نفسي ومع القارىء لا أستطيع الخروج من دائرة تلك القوة
الخفية التي كلمات رأيت حسنا إنطلق اللسان مع القلب الله ، وكلما ضاقت السبل ومع البعد
عن التدين وتعاليمه أجد نفسي تلقائيا أهتف يا الله
فيا أصدقائي الذين
حار عقلهم دلوني على وصفة أخرج بها الله من قلبي وأخرج بها من سلطانه حتى ألحق بكم
؟
إن كان الأثر يدل
على المؤثر فنوعية الأثر وجودته ودقته وميزانه يدلون على طبيعة وقدرة وحكمة المؤثر
ومع تعدد الأثار وتنوع صنعتها ودقة مسيرتها لابد من مؤثر يتصف بصفات طلاقة القدرة العليمة
الحكيمة
إنه بداخلي يحيط
بي ولا أدرك كنهه ، حاولت أن أخرج من دائرة الإيمان أنه موجود حتى أكون أكثر تحررا
لكني رأيته حتى في شكي بحثا عن اليقين .
ليست هناك تعليقات: