غاب صوت الديك عنى بعد أن كان فى الماضى
يداعب أذنى إيذانا بشمس جديدة تكشف ظلمة الليل البهيم …
أين ذهب صوت الديك ..؟
هل غاب خلف القضبان أم أن الليل إستطاع
بقوة بأسه وعنفوان ظلامه أن يطمس الصبح فلم يحن بعد موعد الصياح ..
صوت العراك بين شعاع الفجر الأبيض وعتمة
الليل يملأ الأفق ضجيجا وصراخ…
وبعد صراع مرير ولكمات والعديد من الطعنات …
يتغلب شعاع الفجر وينبجس النور من بطن الظلام
ويصيح الديك بصياح مكتوم على خير عادته وكأنه مجبر عليه بحكم العادة غير مختار …
فكان الصباح غير كل صباح فى الأفق قد لاح …
أين الصباح الذى كان….
حينما كنت أجالسه وأراه فى وجوه الناس التى
تغيرت وأصبحت مظلمة فى وضح النهار
…
ألاف المآزن وعشرات الصلبان ..وقصير الثوب
واللحى فى الميدان ..وهذا يحمل مصحفا ويههم والأخر بين يديه إنجيل ويتمتم…همهمات وتمتمات
لا تغادر طرف اللسان ..
وغابت عن عيناى طمأنينة الإيمان وغاب عن
الأرض السلام
وطال الغياب …
ماذا جرى فى الدنيا وأين ذهب الإيمان
..؟
عيناى ترى ظواهر من مظاهر وقلبى لا يبصر
الإيمان ..ونفسى مفتقدة للسكينة وللحب الذى كان يقطر من العيون رحيقه وتظهره الشفتان ..
وليس لى إلا إنتظار صياح الديك تغريدا وبشرى
بعودة الإيمان …
ليست هناك تعليقات: