مساحة إعلانية

دكتور عاطف عتمان يكتب.............ركوب الثورة

عاطف عبدالعزيز عتمان فبراير 27, 2013

هل توجد ثورة مضادة ؟؟
هل ركب رجال النظام القديم الثورة بعد أن تبدلت الأقنعة بمهارة وأصبحوا ثوريين بين ليلة وضحاها .....!!!!
بطبيعة الأمور لابد لكل ثورة من ثورة مضادة من ألئك الذين فقدوا نفوذهم ويخشون على مصالحهم ومن ألئك الذين يخشون من نبش مقابر ماضيهم وفضح ممارساتهم اللا إنسانية فى حق شعب الكل يتراقص على أشلاء أبنائه ويشرب نخب دمائهم ...

نعم هناك ثورة مضادة وهناك وجوه قبيحة تبدلت وغيرت الأقنعة 
وهناك شباب ضحى بدمه من أجل إزالة نخبة فاسدة لتستولى على الأمور نخبة أخرى تصعد على جثث الشهداء ...

نعم هناك ثورة مضادة ولكن ليس كالثورة المضادة عقب ثورة يوليو مثلا ...
عبدالناصر إنحاز للفقراء وللفلاحيين والعمال فجعل له ظهير يجابه به الثورة المضادة ..
وجمع الناس على حلم  السد العالي فكان هناك مشروع قومي يوحد وكانت الثورة المضادة محصورة فى ألئك الذين فقدوا السلطة والمال ...
الرئيس مرسى الرئيس المنتخب بعد ثورة يناير لم يقدم شيء ولا يملك سوى التلاعب بالمشاعر الدينية لمجموعة من الشباب النقي الذى تربى على حب الدين وحلم أن تحكم البلاد بشرع الله وإقامة العدل ...
الرئيس مرسى تحول لثورة مضادة هو والجماعة ..
مما إضطر العديد من المحبطين إلى الإستعانة بمن يرتدون قناع الثورة ويوهمون أنفسهم بأنهم ثوريون مثلهم ...
الثورة تاهت بين جماعة إستفادت منها على حساب الوطن وبين معارضة إلتحق جزء منها بالأقنعة الثورية المزيفة هربا من سيطرة الجماعة المرعبة وظنا منهم أن أية نار هي أفضل من جنة الجماعة ..
أصوات الثوريين بالأمس التي نادت بسقوط العسكر تنادى اليوم بعودة العسكر فى ضربة قاصمة للثورة ...
والمسؤول عن ذلك هو فشل الساسة وفشل الرئاسة وطمع الجماعة ..
لم يبقى فى المنطقة العربية سوى الجيش المصرى ولم تبقى فى مصر مؤسسة متماسكة سوى القوات المسلحة فكفوا أيديكم عنها أيها الساسة الفاشلون وأيتها الجماعة المريضة بحب السلطة 
لم يبقى أمل لإنقاذ الدولة من حالة السقوط لا قدر الله غير تلك المؤسسة فكفوا أيديكم عنها جميعا ..
نعم تم ركوب الثورة ...ولم تعد الصورة ثورة وثورة مضادة بل أضحت الصورة ملتبسة ومرتبكة ..
جماعة ورئاسة محسوبة على الثورة بدرجة أو بأخرى تنقلب على ثوابت الثورة ووعود الرئيس التى إنتخبته قوى الثورة من أجلها والتي أصبحت هباء ..
ومعارضة ثورية يعاملها نظام الحكم كسابقه ويمنح صكوك الإيمان والوطنية عليها على حسب مواقفها منه قربا وبعدا..
وثورة مضادة إرتدت ثوب الثورة وغيرت الأقنعة بمهارة مستغلة الظروف وبمعاونة نظام الحكم الذى لم ينجح إلا فى دفع بعض قوى الثورة فى أحضانهم وتنتظر اللحظة لتنقض على الثورة وتعود لمناطق نفوذها ..
وشعب تائه ويئن ..
وإعلام فلولى بقناع ثو رى وإعلام سلطوى قبيح 
وجزء من المعارضة يحاول أن يقف فى معزل عن المقنعين من الثورة المضادة ولكنها معارضة ضعيفة صوتها خافت ويجرى تهمشيها إعلاميا ومحاولة تقزيهما من قبل السلطة وجزء من المعارضة على السواء.. 
صورة مرتبكة إختلط فيها الحق بالباطل وثورة ركبت ودماء أوشكت على أن تذهب هباء 
ودولة على وشك الإنهيار ورئيس غائب أو مغيب وإن حضر قلنا ليته ظل غائبا ....
ضيع الله كل من ضيع تلك الثورة وكل من يسعى لضياع هذا الوطن .....






د عاطف عتمان
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام