مساحة إعلانية

د.عاطف عتمان يكتب ... سأرفع المصحف ولكن ليس ما يرفعون

عاطف عبدالعزيز عتمان نوفمبر 19, 2014

ألم يحن الوقت لنرفع المصاحف ؟
لنحمل نور السماء إلى ظلمات الأرض؟
سأرفع المصحف مجددا مع أني حملته في صدري على يد شيخ الكتاب الشيخ حسن الركب رحمه الله منذ ما يزيد عن الثلاثين عاما ،
ولكن تجديد الإيمان ضرورة حتمية ، سأرفع المصحف ضد دولة نفسي بظلمها وظلامها وخطاياها التي لا تمل منها ولا تكل .
لكن لن أرفع المصحف في وجه غيري وخاصة ممن يحملون المصاحف مثلي وربما هم أطهر مني وأنقى ، لن أرفع المصحف لأفرق به أو أنشر الفتنة ، فإن رفعته ضد أخي الذي أتصارع معه فماذا يرفع هو في المقابل ؟
وكيف بي وصاحب الكلام المنزه عن كل نقص يقول وإعتصموا ؟
لن أنجر لدعوات مشبوهه تؤصل للتكفير وتدعوا للفتنة ويحتكر أصحابها الحق الإلاهي ويعبثون بالمقدس في لعبة الصراعات السياسية .
دولة النفس هي محل رفع المصاحف في وجهها ، وهي مكان التغيير وبداية الإصلاح ، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وكما قال شيخنا الشعراوي رحمه الله وغيره ، أقيموا الدين في نفوسكم يقم على أرضكم .
لا أحب رسم هالة من المثالية الخادعة وإدعاء طهر كامل لا يكون إلا للمصطفين الأخيار من الرسل والأنبياء ، فنفسي نفس بشرية تتأرجح بين الجسد وطينيته وبين الروح وسموها .
عندما أنظر النظرة الحرام أو أشتهي الزنا ، نعم أشتهي الزنا فلست أفضل من الصحابي الجليل نقي السريرة الذي ذهب لرسول الله يطلب الرخصة فالزنا فداواه طبيب القلوب ومهبط وحي السماء وقال هل ترضاه لأمك أو لأختك أو لإبنتك ؟
وهذا الفاسق الذي إختلى بسيدة وأوشك أن يقع عليها وقال هل يرانا من أحد فقالت الله الله ،
فكانت الفارقة في حياته حتى أصبح من أزهد وأتقى الناس .
سأقف في وجه نفسي رافعا المصحف وأقول لها
( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) .
سأرفع المصحف ضد حظ نفسي من الرياء والكبر والحقد والحسد وحب الذات والكراهية والشح وحب الشهوات والغيبة والنميمة وأكون لنفسي بالمرصاد متسعينا بالمصحف فإن زجرتها فبفضل من الله ، وإن سولت لي نفسي شيئا وغلبني الشيطان ، سأختلي بربي فالسحر وأبكي خطيئتي وأطفئ نيران نفسي بدمعات من خشية الله ، وإن سولت لي نفسي خطيئة بظلم خلق الله ظلم مادي أو معنوي سأتحلل من خطيئتي وأرد المظلمة ، وأطلب الصفح وأستغفر الغفور الرحيم .
دولة نفسي هي من سأرفع المصحف في وجهها علها تتزكي وأدعو ربي ، رب زكي نفسي أنت خير من زكاها أن وليها ومولاها .
أما ألئك الفاتنين والمفتونين والذين يحيطون أنفسهم بهالة كاذبة وعندما تسقط الهالة يكونوا أسوا طعنة للدعوة وللدين وألئك الذين يرفعون المصاحف ضد أهل المصاحف لإثارة الفتن فإني منهم براء .
أهداني صديق فيديو لمسيحية أمريكية منصفة تتكلم عن الإسلام وعجبت أنها تفهم من القرآن ما غاب عن كثير من الأدعياء ، فكانت توجه كلامها للأمريكيين وتفرق لهم بين آيات القتال وتعاليم القرآن العامة وأن في الإنجيل مثل آيات القتال في القرآن وتقف عند أية عظيمة من كتاب الله
(من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحي الناس جميعا) .
لله درك أيتها المنصفة المحترمة والتي قادها الإنصاف للعدل في الحكم حتى مع المختلف عقائديا !!!
علي مواقع التواصل الإجتماعي وفي أسماء المحلات وفي الإعلانات عن الأوهام يتمثل مظهر قبيح من مظاهر التدين المغشوش وأي شيء أقبح من التجارة بآيات الله ؟
ترى لو أن سلوكنا مماثل للآيات والأحاديث التي تملأ شبكات التواصل الإجتماعي والتي تتوعد أحيانا من لا يقوم بمشاركتها والإعجاب بها بالويل والوعيد ، هل هذا يكون حالنا ؟
أما آن الأوان لنرفع المصاحف في وجه أنفسنا فنلزمها الإستقامة وتكون دولة النفس هي محل تطبيق الشريعة ؟
اللهم إنا نسألك أن نكون ممن تقول لهم في الآخرة أقرأ وأرق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها
اللهم إنا نعوذ بك أن نكون ممن يقرأون القرآن فيزج بهم في النار .
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام