مساحة إعلانية

جنازة الوردى ..بقلم د.فخرى صبرى العزاوى

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 20, 2013

= جنازة الوردي =
كان حرياً ان يسير خلف جنازة الدكتور الوردي الذي قضى في صيف 1995 عن أثنين وثمانين عاماً الألاف من محبية وخصومه ليودعوا اكبر عالم أجتماع في العراق بعد أن أستودعهم على تراث ضخم كان مثيراً للجدل خلال نصف قرن من الزمان وهو الاخطر في تكون المجنمع العراقي منذ نشوء الدولة الحديثة في البلاد ، غير أنّ لكل من الخصوم والمحبين أسباباً منعتهم من السير في جنازته بالألاف ، فلم يكن للخصوم أن ينحنوا تحية واحتراماً لمفكر كبير في بلاد غابت عنها تقاليد الحوار وبات من النادر احترام الراي الاخر وتحولت فيها الخلافات الفكرية الى حافات سكاكين تقسّم الناس .

أما محبو الوردي وتلامذته فعدا القلة ممن شارك في وداعه ، فلا شك أن الخوف من الافصاح عن تابيعينهم الفكرية والعاطفية له شل أقدامهم عن الخروج الى الشارع في تظاهرة الوداع التي لن تعيد نفسها مرة اخرى ، فحيث يوجد رعب جماعي تزداد الهواجس ولا يعود بأمكان الناس الافصاح عن هوياتهم الفكرية خشية تحملهم للأذى عن معتقداتهم وارائهم ، بل وأهواء نفوسهم ، بعد أن صار رأس المفكر مطلوباً للمقصلة .
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام