اللا مبروك عطية واللا زكريا بطرس
عادة ما نفتقد الجدية والعمق والاحترام الحقيقي، والمصارحة في طرح قضايانا، وبالتالي يطرح الطرح ميتا، وتظل مشاكلنا دفينة تنتظر كلمة لتشعل النار، ونظل نعانق ابتسامات مسمومة من الشفاه وتستمر القلوب متنافرة.قبل أن نبدأ فالعنوان رفض لمنهجية الشخصين، فدعونا نحاول أن نتجاوز ذلك في طرح عاقل عميق صريح يحترم المختلف ومقدساته، واحترام الاختلاف لا يعني الاعتراف به، ونكرر احترام الاختلاف لا يعني الإقرار به، وانتقاد مواطن الاختلاف فكريا لا ينبغي أن ننجر بدعواه للإساءة، والتهكم أو السخرية بما يؤذي المختلف، وهو أخي في الإنسانية، وربما في المجتمعات الحرة يكون أخا من الرحم المباشرة ولكل منا إيمانه.
هنا لا بد من المرور على نقاط نظام في تناول أمر أشبه بالقنابل العنقودية المتفجرة حتى تصل الرسالة واضحة.
بسم الله رب العالمين رب الناس أجمعين نبدأ...
✍️ الإساءة للأديان المختلفة مسلسل مستمر بحلقات متنوعة، ودرجات مختلفة؛ فقد تجاوز وجدي غنيم بحق المسيح منذ أكثر من عقدين تهكما على الصليب، ولدينا أبو إسلام الذي حرق الكتاب المقدس وغيره، وعلى الضفة الأخرى تجاوز زكريا بطرس ومازال، وغيره كثير بحق الإسلام ونبيه، تجاوزات بحكم أنني سمعتها، فهي تجاوزات لا ترقى لأن تخرج من فم رجل دين مهما كان دينه، فضلا عن مسيحي يدعي أخلاق المسيح، وهنا لو كنت تغضب من منهج زكريا بطرس وسلفه، وتقبل منهج مبروك عطية وسلفه، أو أنك من المعسكر الذي يقبل منهج زكريا بطرس ويعتبره الشجاع الناطق بالحق، وترفض وتغضب من وجدي غنيم، فأنت مأزوم أزمة حقيقية وتحتاج لمراجعة نفسك.
✍️ نقطة نظام مهمة وهي إدارك أن الخطأ يلزم مرتكبه ولا ينسحب على دينه أو عرقه أو مذهبه.
✍️ مراعاة ظروف المجتمع، وطبيعته من ضمن الأمانة التي يحملها الكاتب وعليه إدراك طبيعة المكان والزمان والمتلقي.
✍️ النقد عندما يقوم به بن الفكر أو المذهب أو الدين تكون مقاومته أقل ويكون أعمق في طرحه من النقد الخارجي الذي يلقى حساسية مفرطة.
✍️ نعود لأصل المشكلة عند عموم المتدينين هي احترام المقدسات والرموز الدينية للآخر في الوقت الذي تخالف فيه هذه المقدسات قناعاتي واعتقاداتي وهنا أسأل...
هل فعلا أنا كمسلم مستحيل أهين يسوع المسيح لأن ذلك ينقض إيماني؟
هل احترام مقدسات الآخر المختلف يمنع التفكيك الفلسفي والمنطقي والديني لها؟
هل يقف احترام مقدسات الآخر عند ما نسميه الأديان السماوية وفقط أم يمتد ليشمل مقدسات أديان أخرى؟
هل احترام مقدسات الآخر المختلف يمنع التفكيك الفلسفي والمنطقي والديني لها؟
هل يقف احترام مقدسات الآخر عند ما نسميه الأديان السماوية وفقط أم يمتد ليشمل مقدسات أديان أخرى؟
✍️ في سالف الزمن كنت أتلقى القصص الساذج ما دام دينيا بقداسة، فلما تحرر العقل وجدت هذا القصص مجنون، ومنه على سبيل المثال المناظرة بين سني وشيعي...
السني يدخل المسجد ومعه الحذاء فيسأله الشيعي أن يترك حذاؤه، فيرد السني كان الشيعة على عهد رسول الله يسرقون الأحذية من أمام باب المسجد، فيرد الشيعي لم يكن هناك شيعة على عهد رسول الله، فيكبر السني ويقول انتهت المناظرة وتكبير.!
القصة الثانية حبر وقس وشيخ عند الخليفة ومن منهم سيدخل الجنة، وبالنهاية المسلم يقول لو اليهودي داخل فأنا أؤمن بموسى ولو المسيحي داخل فأنا أؤمن بعيسى ولو أنا داخل فهم لا، لأنهم لا يؤمنون بمحمد.!
اترك للعقول الحرة أن تتأمل وتتعلم.
✍️ الشاهد من كل ما سبق والزيتونة كما يصفون، هل أنا فعلا كمسلم أحترم السيد المسيح أم أحترم إيماني به وشتان بين الأمرين!
إن كنت أحترم إيماني به كنبي كريم، ورسول من عند الله يصله الوحي عبر جبريل عليه السلام، فأنا هنا أحترم نفسي وإيماني، ولا أحترم الآخر وإيمانه المختلف بالسيد المسيح عليه السلام، فالآخر يؤمن بالكلمة المتجسدة في الناسوت، لذلك ينبغي ألا أخدع نفسي وأن أحدد موقعي، فهل القصة احترام إيماني أم احترام إيمان الآخر مهما كان هذا الإيمان ودرجة اختلافه معي.
ونكرر احترام الإيمان المختلف وحق أخي فيه لا يعني إيماني به، فهناك فارق بين احترام الإيمان المختلف وبين الإيمان به .
✍️ دعنا نوسع الدائرة لتشمل كل دين مختلف ومقدسات مختلفة، فهل أنت تحترم إيمانك بها أم تحترم أخاك الذي له إيمان مختلف، وهنا لب القضية، ومفتاح الحل حسب ما أزعم.
أنا لي إيمان وأخي له إيمان مختلف، أنا لا أؤمن به لكن احترامي لأخي يفرض علي احترام إيمانه ومقدساته، وأن يحترم هو أيضا إيماني ومقدساتي، وهنا سواء كان للآخر دين قريب أو بعيد، أراه سماويا وفق معتقدي أم لا أراه كذلك، فأنا أحترم أخي الإنسان.
✍️ نعود للقضية الشائكة وخاصة عند الديانات الدعوية والتبشيرية وهي كيف نتعامل مع الفكر والمعتقد والمقدس المختلف؟
هنا أتعجب مما أراه من اهتمام الدعوي أو التبشيري بهدم الآخر بدلا من بيان بنيانه الذي لو أظهره بحق، وعلى أكمل وجه فقد وفي وأدى الأمانة.
التعجب الآخر عند الإهتمام بأبناء المذاهب الأخرى أو الموحدين
الذين يتجهون للسماء، ومحاولة هدمهم وترك الحيارى والتائهين عن السماء!
النقطة الثانية ما علاقة التفكيك الفكري والمنطقي والديني لفكر مخالف بالسخرية والاستهزاء وإهانة المشاعر!
✍️ الخلاصة
انتبه هل أنت تحترم الآخر وإيمانه ومقدساته وحقه في الاختلاف أم تحترم إيمانك فيما يخص هذه الأمور؟
هل أنت متسق مع نفسك ترفض أن تسيء لإيمان ومقدسات الآخر كما ترفض إساءاته لإيمانك ومقدساتك؟
هل تعبد المذهب أم الدين أم الديان؟!
كل من ليس بأنا فهو آخر مهما كان فكره أو دينه أو عرقه، فهل بالفعل أنت تؤمن بحق الإنسان في حرية الفكر والعقيدة والعبادة وتحترم مقدساته كما تطالبه باحترام مقدساتك ؟!
سأختم بكلمة القس مرقص سرجيوس من كتابي القادم تراتيل الإنسانية ..
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الآب والابن والروح القدس.
أنا مصري أولا وثانيا وثالثا.الوطنية لا تعرف مسلما أو مسيحيا بل مجاهدين فقط.
ولروح القس وإخوتي في الوطن والإنسانية أقول لو ضاقت الأرض بأخي فقلبي له كنيسة وكنيس ومعبد وحسينية .
إن صدقت القلوب وامتلأت بنور الله فستلتقي على حب الله وإن اختلفت الطرق والمدارس إليه.
ليست هناك تعليقات: