مساحة إعلانية

تشيع التوحيد وتشيع الشرك قراءة تحليلية لكتاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي للدكتور علي شريعتي .

عاطف عبدالعزيز عتمان فبراير 26, 2018

20/3/2015

قراءة تحليلية لكتاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي للدكتور علي شريعتي ...
الحلقة الثانية
يخلص الدكتور شريعتي للتميز بين التشيع العلوي والتشيع الصفوي والمقارنة بينهما لنصل في النهاية لنوعين متضادين تماما من التشيع أحدهما وهو العلوي أراه أنا خلافا فكريا وفقهيا قابل للتعايش وللحوار ولا ينبغي أن يكون هناك صراع بينه وبين المذهب السني بل تكون علاقة الفروع بالجذر وهو الدين بمرجعية القرآن الكريم وصحيح سنة النبي وما إختلف فيه فهما فالتغاذر أولى ومرده إلى الله ..
أما التشيع الصفوي فهو ورم خبيث وتحريف وتدليس ومحاولة لضرب الدين من الداخل وهو تفريغ للإسلام من مضمونه لدين ممسوخ ومحرف وممتزج بخرافات من أديان قديمة ومن هنا فعلي الشيعة والسنة مقاومة هذا السرطان الذي يسري في جسد الأمة والذي تمتطيه إيران لتقيم من خلاله إمبراطوريتها الفارسية .
يقارن دكتور شريعتي في كتابه الرائع التشيع العلوي أو الأحمر كما يسميه والتشيع الصفوي أو الأسود ما بين التشيعين .
ففي التشيع العلوي مفهوم الوصاية أنها توصية من النبي بأمر من الله لتشخيص الفرد الأصلح طبقا لمعياري العلم والتقوى ، ومع إختلافنا نحن السنة حول قضية الوصاية إلا أن هذا المفهوم في حد ذاته لا إشكالية فيه وربما  الخلاف هنا سيكون في فهم الوصاية والتي إختلف المسلمون فيها منذ وفاة النبي صل الله عليه وسلم .
أما التشيع الصفوي فيرى الوصاية قاعدة تنصيب وراثي وسلالي تعتمد على القرابة وهنا من وجهة نظري إنحراف كامل عن حقيقة الدين الإسلامي الذي جاء ليحرر العقول ويقيم العدل ويجعل التقوى والعمل هما مقياس رفعة الفرد بعد تحريره من قيود العرق واللون والنسب فيسود بلال وعمار ويسقط أبو لهب وأمية بن خلف .
أما قضية الإمامة وهي حجر الزاوية في التشيع يذهب شريعتي أن مفهوم التشيع العلوي للإمامة أنها قيادة ثورية نزيهة هادفة لهداية الناس وبناء مجتمع سليم
أما في التشيع الصفوي فتتمثل في إثنى عشر إماما معصوما مقدسا فوق البشر كآلهة صغرى يدورون حول إله السماء وأنهم الوسيلة الوحيدة للتقرب وللشفاعة وللتوسل وهنا نقض تام للإسلام ولعقيدة التوحيد تماما ، ولما سألت سماحة العلامة السيد علي الأمين حفظه الله عن الولاية التكونية وعن تقديس الأئمة ورفعهم لمستوى الألوهية فأنكر صحة ذلك تماما وفق صحيح المذهب ومن وجهة نظره أن تلك آراء ومقولات شاذة .
وفي تلك القضية من وجهة نظري كسني لا يؤمن بالإمامة أن المفهوم العلوي هو إجتهاد وإختلاف فقهي حول الغدير والوصاية يقبل النقاش ولا ينبني عليه أزمة كبرى تقود للصراع أما مفهوم التشيع الصفوي فهو إلحاد وشرك ويجب على المسلمين سنة وشيعة مجابهة هذا الإنحراف والذي يخدع به كثيرا من العامة من خلال مراجع الحقد والكذب والتدليس مستخدمين آل البيت عليهم السلام وحبهم ستارة لتمرير خبثهم .

قضية العصمة كما ذهب شريعتي عند التشيع العلوي هي نزاهة وتقوى الأئمة كونهم مسؤولون عن صيانة إيمان الناس وقيادتهم بالعدل  وعندما سألت سماحة السيد علي الأمين عن العصمة فقال إن عصمة الوحي إنتهت بموت الرسول صل الله عليه وسلم
وأن المقصود بعصمة الأئمة أنه لا يتعمدون الكذب أو التضليل
أما عند التشيع الصفوي فأن الأئمة مخلوقات فوق البشر ليس بوسعهم إرتكاب الأخطاء أو معاصي وأن الخيانة والظلم من غير المعصومين أمر عادي وطبيعي .
أما مفهوم الولاية عند التشيع العلوي فهي مولاة ومحبة واتباع  لعلي وحكومته  وحب علي لأنه المثال الأسمى للعبودية وأن حكومته هي أمل الإنسانية .
أم عند التشيع الصفوي فالولاية حب مطلق لعلي والهروب من كافة المسؤوليات ويرون الولاية شأن إلاهي له صلة بخلق الكائنات وإدارتها .
الشفاعة عند التشيع العلوي سبب لكسب استحقاق النجاة وعند التشيع الصفوي فهي طريق النجاة لغير المستحق ، وهنا نقطة في غاية الأهمية توضح خبث المخطط لتحويل الإسلام والمسلمين لمجرد دمى ومن ثم إستعبادهم .
أما الغيبة عند التشيع العلوي تعني تحمل الناس أنفسهم لمهمة قيادة المجتمع وإنتخاب الأصلح ليقوم بمهام النيابة عن الإمام ، وهنا ربما تكون نقطة إلتقاء مهمة حيث أن الزمان ليس زمان إمام وبالتالي يجتمع المسلمون على إنتخاب الأصلح للقيادة .
أما عند التشيع الصفوي فهي سلب المسؤوليات وتعطيل الأحكام الإجتماعية للإسلام والتملص من مواجهة المسؤوليات بحجة أن الإمام هو الوحيد القادر على إصلاح ما فسد ولا يجوز العمل إلا بحضور الإمام !!!
أما عن التقليد فهو علاقة طبيعية بين عالم وجاهل ومختص وغير مختص من منظور التشيع العلوي
أما التشيع الصفوي فيراه طاعة عمياء وتبيعة مطلقة بالتعبير القرآني عبادة الأحبار والرهبان
إن التشيع العلوي من منظور شريعتي هو تشيع التوحيد والإختيار ونصرة الحسين والإنسانية والإمامة العلوية والإنتظار الإيجابي وتقية المناضل الشجاع وثورة كربلاء والمسؤولية والإقتداء والعدل الإجتماعي في المجتمع والحياة ، تشيع الحب والمعرفة
أما التشيع الصفوي فهو تشيع الشرك والجبر وندب ولطم الحسين
والقومية والسلطنة الصفوية والإنتظار السلبي وتقية الخامل الجبان ومصيبة كربلاء وتعطيل المسؤولية والمدح والثناء ، تشيع العدل الفلسفي لما بعد الموت ، تشيع الجهل والمحبة .
بعد تلك المقارنة والتفريق بين تشيعين كل منهما على نقيض الآخر فما هي الرسالة وما هو المطلوب من تناولي لهذا الأمر ؟
هل أدعوا السنة أن يتشيعوا أم أدعوا الشيعة أن يتسننوا ؟
ليست تلك هي قضيتي ولا رسالتي بل أدعوهم ليتحابوا ويتعايشوا لا أدعوا لتوحد التسنن والتشيع بل لوحدة السني والشيعي كما قال شريعتي ، وتتلخص رسالتي أنني كمسلم سني أميل لمذهب الإمام أبوحنيفة النعمان وأختلف شكلا وموضوعا وأرفض التشيع الصفوي وأراه تحريفا وتجريفا وإساءة للدين وللنبي ولصحابته ولآل بيته الأطهار ، بينما أختلف مع التشيع العلوي فهما وفكرا وأرى نقاط تجمعنا كأمة واحدة أكثر من نقاط الإختلاف وما كتبت إلا بحثا عن التعايش وحقنا للدماء ووحدة لأمة نبيها واحد وقرآنها واحد ومن هنا أوجه رسالتي للناس جميعا ، لكل رحم حواء وللمسلمين خاصة .
دماؤكم وأعراضكم وأموالكم بينكم حرام ، فلنضع المذهب في حجمه الطبيعي وهو إجتهاد بشري فقهي والدين هو المظلة الجامعة
، فليكن الإختلاف بين أهل العلم في أماكنه ونجنب العامة الخلافات الفقهية والعقائدية ، ونشهد الله أن غالبية إن لم يكن كل أهل  السنة يعشقون ثرى آل بيت النبي ويتعبدون إلى الله بحبهم دون مغالاة أو تأليه ففضلهم لجدهم ولتقواهم  ونعرف للزهراء وعلي وآل البيت عليهم السلام قدرهم وفضلهم وعلمهم وصلاحهم وإن إختلفنا نختلف حول ما نظنه مكذوبا عليهم وربما على مستواي الشخصي أميل لحكم الفاروق عمر ولحكم أمير المؤمنين علي فأنا بطبعي أميل لليسار الإقتصادي وأنحاز للفقراء والضعفاء رضي الله عن صحابة النبي وأزواجه وآل بيته أجمعين ، وأشهد أن رأيت إخوة من الشيعة أتباع التشيع العلوي يحترمون الصحابة ويعرفون قدرهم ويهبوا للدفاع عن أمهم عائشة ولدينا نموذج سماحة السيد علي الأمين في لبنان وسماحة السيد محمود الحسني الصرخي بالعراق ممن يحرمون السب واللعن بل قال الصرخي بخروج من يسب أم المؤمنين عائشة من دائرة الإسلام ويمدون أيدي الحب ويدعون للعودة لصحيح النبع المحمدي الأصيل ..
رسالتي رسالة حب وتعايش وإحترام للآخر وأن نتعلم كيف تختلف العقول وتتآلف القلوب ، رسالتي رفضا للظلم وخاصة ما يمارس منه باسم الدين أو المذهب ، رسالتي هي الإنسان ، رسالتي من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا .
رسالتي وإعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا .


مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام