شعب مصر العريق بعد استنكارانا وإدانتنا وتألم قلوبنا لهذه الدماء التى سالت فجر اليوم، فإن الأزهر الشريف يعزى أسر الشهداء، ويواسى الجرحى والمصابين من أبناء مصر، ويصارح القائمين على أمور هذا الوطن بالآتى:
ـ فتح تحقيق عاجل لكل الدماء التى سالت وإعلان النتائج أولاً بأول على الشعب المصرى حتى تتضح الحقائق وتوأد الفتنة.
ـ تشكيل لجنة المصالحة الوطنية خلال يومين على الأكثر- حفاظا على الدماء- وإعطاؤها صلاحيات كاملة لتحقيق المصالحة الشاملة التى لا تقصى أحداً من أبناء الوطن، فالوطن ليس ملكاً لأحد وهو يسعُ الجميع.
ـ الإعلان العاجل عن مدة الفترة الانتقالية، والتى ينبغى ألا تزيد عن ستة أشهر، والإعلان عن جدول زمنى واضح ودقيق للانتقال الديمقراطى المنشود الذى يحقق "وحدة المصريين وحقن دمائهم"، وهو الأمر الذى من أجله شاركتُ فى حوار القوى والرموز الوطنية والسياسية.
ـ يهيب الأزهر الشريف بجميع وسائل الإعلام المختلفة ضرورة القيام بالواجب الوطنى فى تحقيق المصالحة الوطنية ولم الشمل، وتجنب كل ما من شأنه أن يثير الاحتقان أو يؤججه.
ـ ويطالب الأزهر الشريف بإطلاق سراح جميع المحتجزين والمعتقلين السياسيين، وإتاحة الفرصة لهم أن يعودوا إلى حياتهم العادية آمنيين مطمئنين، كما يؤكد على واجب الدولة فى حماية المتظاهرين السلميين وتأمينهم وعدم الملاحقة السياسية لأى منهم.
ـ وأخيراً إذ أدعو كل الأطراف على الساحة المصرية لتحكيم صوت العقل والحكمة قبل فوات الأوان، فإننى من خلال مسئوليتى الدينية والوطنية أدعو الجميع إلى الوقف الفورى لكل ما من شأنه إسالة الدماء المصرية الزكية وأعلن للكافة أننى قد أجد نفسى مضطراً، فى هذا الجو الذى تفوح فيه رائحة الدم، ولا يفارق ذهنى فيه قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: "لزوال الكعبة حجرا حجراً أهون عند الله عز وجل من إراقة دم مسلم بغير حق" أن أعتكف فى بيتى حتى يتحمل الجميع مسئوليته تجاه وقف نزيف الدم منعاً من جر البلاد إلى حرب أهلية طالما حذرنا من الوقوع فيها.
حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء.
ليست هناك تعليقات: