مساحة إعلانية

د.عاطف عتمان يكتب ..وقفات الأريام مع الذات - 7 - وتستمر عجلة الزمن في الدوران

عاطف عبدالعزيز عتمان أغسطس 23, 2016


الوقفات لم ولن تنتهي فزهاء الأربعين وما يتجاوز الأربعة عشر ألف يوم يحتاجون لمثلهم وقفات محاسبة وتقييم، ولكن عجلة الزمن لا تتوقف والوقوف ليس غاية بل وسيلة لتصويب الطريق .

من العجيب أنه في أثناء تلك الوقفات وجدتني أحتاج للوقوف معها وكأنني كلما مرت ساعة أشعر بعدم الرضا الكامل عنها ودائما يحاصرني القلق ، ولذا فلابد من مواصلة المسير جنبا إلى جنب مع المراجعات المستمرة للمواقف والأفعال وتقييم النتائج وتعديل ما يستوجب التعديل وتغير ما يستحق وتجويد البقية الباقية .

ما أكتبه هو ما أسعى إليه وليس ما أنا عليه فأنا أول الخاضعين للنقد من حرفي لأنني جزء من مجتمع التيه ، وخطيئتي من نفسي ولنفسي ولا تنسحب على ديني أو فكري أو عرقي أو حتى ما أكتب.

 ربما كل أو معظم الأخطاء غير متعمدة وهي نتيجة لحالة الضبابية وغياب الشفافية والتضليل المتعمد وأحيانا لهوى في النفس يتسلل خلسة ، وربما الأطر البيئية والمجتمعية والموروث المصنوع بعناية لتدميرنا. 

كالعادة لابدَّ من تكرار الوقفات الدورية مع النفس ومراجعة المواقف وفق المستجدات والممحاة متحفزة لتسطر مصالحة مع النفس عمادها المصارحة ،وتعديل المواقف لتسير دائما في فلك المبادىء ، فعذرا لله وللعباد على أخطائي سواء كانت سهوا أو عمدا ، فما أنا إلا إنسان النقصان من طبعي والخطيئة قرينتي لكنني دائما أسعى أن أكون من هؤلاء الذين يتطهرون .

فيا قلمي يا ألمي اسكب مدادك على الأرض لعله يتطهر بمرافقة الدماء البريئة ، ويا أيتها الأريام الثكالى ازرعن الصبار وأقمن العزاء على قبري وأكرمن الشامتين قبل المعزين ، وليعلو السليل بترنيمة الحب والتسامح ولتخبري أحفاد هابيل أني أحبهم ومنهم وأحفاد قابيل أني لا أكرههم بل أشفق عليهم من أنفسهم ومن المصير المحتوم.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام