مساحة إعلانية

يوميات الأميرة والأريام 13... جناحي الصراع في الأمة المأزومة ..من أريام أفكاري

عاطف عبدالعزيز عتمان يوليو 21, 2016



من أريام أفكاري د.عاطف عبدالعزيز عتمان 

أزمة تزاحم الأخرى في أمة مأزومة ويظل التكفير آفة الآفات لما يعقبه من استباحة المحرمات وأشدها الدماء 
ربما يرجع البعض ظهور ما يسمى بالفكر الإسلامي المرتبط بالحركات الإسلامية بداية من الهجمة التغريبية التي بدأت مع الحملة الفرنسية وما صاحبها من تيار محافظ على النقيض منها وما تلى ذلك من تيارات تحاول انتهاج الوسطية.

الأزمة الأولى التي خرقت النسيج المجتمعي للمجتمعات العربية والإسلامية هي اختلاف مفهوم التدين ودرجاته بين المسلمين في المجتمع الواحد لوجود تيارين متناقضين متصارعين 
التيار الرئيسي الأول ينبجس من رحم الثقافة الإسلامية والمفاهيم الموروثة فهل كل الموروث حقائق مسلم بها؟
وهل كل الموروث اجتهادات وتفسيرات قابلة للهدم؟
وهل ما صلح به الأمس يصلح لإصلاح اليوم؟
بكل تأكيد من الناحية الدينية هناك ثوابت وحقائق وأركان واضحات محكمات ومبادىء دينية لا ينبغي التعدي عليها ، وهناك تفسيرات وتأويلات واجتهادات تقدمت أو تأخرت لظروف إجتماعية أو سياسية وإعادة النظر فيها ضرورة ملحة .

التيار الرئيسي الآخر هو المتغرب والذي انبهر بالنظام الغربي وفلسفته والذي لم يبذل أي مجهود لتعريب تلك الفلسفة أو بمعنى أخر إخضاع تلك الفلسفة لثوابت الدين وطبيعة البيئة والثقافة 
ففشل هذا التيار في إحداث نقلة مجتمعية وحضارية في مجتمعه مماثلة لما تم في بيئة تلك الفلسفات الأصلية .
هذا التيار نفسه يعيش أزمة فكرية في قطاعه العريض فهو مستغرب وليس غربي ومحاولة نقل النموذج الغربي بفلسفته دون إدراك الفوارق الدينية والإجتماعية والثقافية ربما نتائجها غير مبشرة حتى الآن .
هذا الصراع وتلك التناقضات أدت لرافدين للتعليم والثقافة متناقضين متصارعين وبينهما وبين أنظمة الحكم إما صراع أو تحالف براغماتي وأحيانا تبعية و كان حصاد ذلك مجتمع بجناحين منفصلين وجسد تائه ممزق لا يبارح مكانه لأن قواه الفكرية معطلة وعقوله مستقطبة وتظل إشكاليته التي تقيد عقارب الساعة هل هناك سياسة في الدين أم أنه لا دين في السياسة ؟؟

كان هذا رد الأريام على سؤال الأميرة حول طبيعة الفتنة التي تعيشها أمتنا ، وتتحفظ الأميرة على وصف التيار المستغرب فهي له أميل وترى خفافيش الظلام من التيار المحافظ هم سبب الإنتكاس ، وتخالفها الأريام فهي للتيار الأول أقرب وترى سبب الجمود والتطرف وقوة التسلف كانت بسبب التطرف العلماني الذي أضعف شوكة المجددين والإصلاحيين لصالح المحافظين ، ولكن الفارق هنا أن للأميرة والأريام نفس واحدة وانصهار سرمدي ،
لا يفترقان مهما اختلفا ببركة  روح الأم بَيّه ، التي تضمن دائما عدم الخلاف مهما كان الإختلاف لوحدة النشأة والمصير،  وتواصل الأميرة مع الأريام الحوار لتشخيص الداء وفي الحلقة القادمة يتبادلان الحديث حول الأزمة الإجتماعية والتخلف التنموي والفقر ودوره في الأزمة إن كان هناك في القلم بقية من المداد.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام