مساحة إعلانية

سعادة الأريام في العزاء ...من أريام أفكاري د.عاطف عبدالعزيز عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان يونيو 19, 2016

كانت الأريام في منتهى السعادة في العزاء !!!!
كالعادة كبلت الجسد القيود وعجز عن أداء الواجب ولكن لطف الله جعل الأريام حرة لا تحدها التأشيرات ولا حدود الزمان ولا المكان فانطلقت للخضراء في واجب عزاء للأخت الغالية صالحة بورخيص في وفاة والدها غفر الله له وتقبله في عليين بعد أن مرت على الزيتونة وصلت صلاة الغائب على روح أمها الروحية بيه، وكان عليها أن تنطلق إلى بيروت في رحلة أكثر صعوبة وصعوبتها ليست في المسافات بل في نفوس مظلمة ضاعت فيها معاني الإنسانية وفقد المسلم حرمته على أخيه حتى عند شهادة الحقيقة الأوضح في الحياة وهي الموت.
كان عليها أن تسرع لتحضر جنازة آل الأمين غفر الله لفقيدهم الأستاذ حسن الأمين وتقبله في عليين فلأخيه العلامة السيد علي الأمين في القلب والعقل مكان محفور لفيض علمه وسلامة منطقه وسماحة نفسه ولحقت الأريام صلاة الجنازة وارتبكت هل تصلي على الجنازة أم تكتفي بالحضور؟؟
يبدو أن الموروث الأسود له رواسب في النفس مع مقاومة الأريام له بكل قوة!!!
هل ألتحق بصلاة جنازة إنسان يشهد التوحيد ويستقبل الكعبة مهما زادت أو قلت مساحة الإختلاف و أخرج من الدوامة التي أدخلنا فيها كثير من كهنة الدين برعاية كثير من كهنة السياسة؟
إستفتت الأريام قلبها وعاندت رواسب الموروث ولحقت بالجنازة في لحظة تصالح مع النفس بكت نفسها وبكت الفقيد وطلبت له ولها ولجميع موتانا الرحمة والتحقت بالعزاء قبل المغادرة فإذا بآيات القرآن الكريم _ المصحف الذي بين يدي منذ ولدت _ تتلى وإذا بنفس عبارات العزاء التي نألفها ونفس العبرات البشرية التي تسكب عند فراق الأحبة ونفس الصبر والإحتساب!!!!
يا الله إنهم منا ونحن منهم رحما ولسانا ولغة وتوحيدا وقرآنا ونبيا قبح الله من فرقنا وأورثنا العداوة والبغضاء.

وبدأت وفود العزاء من رهبان وقساوسة ومعممين سنة ومعممين شيعة وهنا كانت الإبتسامة في العزاء هي العزاء، فمازالت شموع النور تأبى إلا حرق الظلام ومازالت الإنسانية باقية في النفوس ولازال سلام المسلم حاضر في المشهد المأزوم، فغفر الله لصاحب كتاب السنة والشيعة أمة واحدة ومفاهيم مختلفة وزبدة التفكير في رفض السب والتكفير و مفند ولاية الفقيه ومصحح إنحراف الأحزاب الإسلامية والذي صلى خلف شيخ الأزهر من قريب ولأخيه فقيد آل الأمين الرحمة والمغفرة وإنا لله وإنا إليه راجعون وحان وقت العودة بشمعة من بيروت لعلها تضيء شيئا من ظلمة نفسي وأحضرت معي المصحف من بيروت بالرسم العثماني و 114 سورة طباعة السعودية وتزينه واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام