مساحة إعلانية

هل الذلة والمسكنة جزاء من يطلب العدس والبصل ..من أريام أفكاري د. عاطف عبدالعزيز عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان مايو 26, 2016

كنت هناك حيث تم التمرد على المن والسلوى والتظاهر مطالبة بالفوم والعدس والبصل كان الفوم هو الحنطة أو الثوم ، وزادت علامات التعجب على حال تلك الأنفس وربما شعرت بمشاعر سلبية تجاه الفول والعدس وهما الطعام الوطني في العقود الأخيرة على الأقل وكنت أنظر من أعلى على هؤلاء القوم الظالمين المتمردين الذين يثورون على أطايب الطعام من أجل بقل الأرض وبصلها ولكن أريامي غاب عنها الرضا عن فهمي وسألت إحداهن :
لماذا ذكر الله هذه القصة هل للتسلية أم السخرية أم التدبر والعظة ؟
وقالت الأخري هل هي ماضي إنتهى أم إستشراق للمستقبل من خلال الماضي ؟
وقالت الثالثة هل هي خاصة أم عامة ولو كانت خاصة فما هي أسماء هؤلاء الذين عشقوا العدس؟
وعادت الريم الأولى تتسائل هل البقوليات والفول والعدس والبصل من الخبائث؟
وهل الذلة والمسكنة جزاء من يطلب العدس والبصل وما تنبت الأرض ؟
تأمل وعاود القراءة بعمق وتدبر وننتظر رؤية جديدة بفهم أعمق .
هكذا كانت النصيحة مع فيضان الأسئلة ، وما أروع الناصح و أجمل النصيحة وبعد إعادة النظر والتأمل في الأسئلة وجدت القصص القرآني جزء يسير جدا من قصص الآخرين وغالبا ما يكون رمزي وله معاني ولا يرتبط بالماضي بقدر إستشراقه للمستقبل ورسمه للصراط المستقيم هداية لمن إبتغاه ففيه نبأ من سبق وخبر ما هو آت وحكم وفصل لقضايا الحاضر .
الرمز في القصة أن الذلة والمسكنة هي عقاب التمرد وإستبدال عطية السماء التي وهبت بلا أسباب ولا جهد ولا عناء وهنا العطية لا تقتصر على المن والسلوى بل إن عطية أمة محمد هي خطاب السماء للأرض عبر كلام الله للإنسان من خلال القرآن الكريم الذي هو بذاته الصراط المستقيم الذي أجاب الله به على تأمين المسلمين في الفاتحة فقال هذا الكتاب لا ريب فيه ، فيه هدى للمتقين .
والدنية لم تكن في جنس البقول ولا البصل  بل في إستبدال رزق بلا سبب وعطية مباشرة من الخالق بلا عناء برزق يستلزم الأسباب حتى يعطي مسبب الأسباب ، فقد تم التمرد على  هدي وهدية السماء ربما عدم ثقة في إستمرار عطية السماء لضعف الإيمان بمسبب الأسباب وعبادة الأسباب وخاصة أنهم سبق أن طلبوا الرؤية العينية وإتهموا بالفقر الذات العلية ، أو هي تمرد حظ النفس من الطين وطغيان المادية وعمى البصيرة المتوارية خلف البصر ؟
خلاصة الأمر أن من يستبدل هدية السماء هداية بما دونها فقد حقت عليه الذلة والمسكنة .
فلماذا أصبحنا أذل أهل الأرض وأكثرهم مسكنة ؟
تلك خواطري إن وافقت أصول الفهم والتفسير وحازت من الحقيقة نصيب فهي نور من فيض الإله وإن خالفت فحظ النفس من الطين والشيطان لي بالمرصاد يا أريامي .
نظرت إلي أريامي بعين الرضا فلربما أصبت مرادها وما وصلها وغاب عني وأنا أفكر حتى تفكرت 
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام