مساحة إعلانية

الجنس فى الميزان....بقلم د عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان أغسطس 29, 2012


تلك الكلمة ذات المدلولات الكثيرة والتي تثير كثيرا من ردود الأفعال حين سماعها أو قرأتها...
وغالبا ما تلقى معارضات وهجوم عنيف إذا كتبت أو تكلمت فى الجنس فى مجتمعاتنا التي تتظاهر بالسمو فوق تلك الشهوة الملقبة بالحيوانية تلك المجتمعات التي تلقب بالمحافظة..
أن مجتمعاتنا فى حقيقتها مجتمعات جنسية بطريقة قد تفوق المجتمعات الأخرى ..
فى هذه القضية تتجلى الإزدواجية واللا موضوعية وعدم الصدق مع النفس وزيف الأقنعة وتبدل الوجوه ...

فى مجتماعتنا نعانى من التحرش الجنسي ومن المثلية الجنسية وإنتهاك براءة الطفولة  والإزدواجية فى النظرة للرجل وللمرأة التي تزداد فى المجتمعات المنغلقة أكثر من المجتمعات المنفتحة إلى حد ما...
ونستهلك كمية منشطات جنسية رسمية ومهربة بكميات مهولة ..
ويلجأ البعض للمخدرات ولغيرها ...
وحدث ولا حرج عن الإعلانات والفضائيات والكليبات..
فلم يعد هناك صوت يسمع وموسيقى تفهم ...
سيطر الجنس على كل شيء
وقد تجد شخصا متقعرا فى الألفاظ ومظهرا ملائكية فى الحديث لم يفطرنا ربنا عليها فإذا إختلى ورأى النهود إنقلب إلى صاحب قرون..

ومع كل تلك الحقائق مازلنا نصر أننا مجتمعات محافظة ونتعامل مع الجنس على أنه حرام أو ممنوع أو حيوانية غير مقبولة
سبحان من صور الإنسان وخلقه بيديه وجعله من طين وبث فيه الروح وغرز فى نفسه الشهوات ووضع له الضوابط للإستمتاع بتلك الشهوات ...
وحتى الجائزة لمن إلتزم بالضوابط هي من نفس نوع الشهوة وإن إختلف الزمان والمكان والكيفية ...
القضية أكبر من مجرد قضية الجنس ..القضية هي خلل فى فهم معنى الإنسان وفى موروث عقيم ورثناه من سنوات الإنحدار والتخلف...
القضية فى الجهل بحقيقة الدين ومقصوداته ومعانيه والهروب إلى التقليد الأعمى دون فهم ووعى وحوار ..
فشلنا فالحوار وكيفية الإختلاف وعجزت عقولنا فإستعرنا عقول السابقين..
عندما ذكر الله زينة الدنيا ذكر النساء فقال زين للناس حب الشهوات من النساء ...
والشهوات غرائز فطرية لا يعاندها إلا جاهل ولا ينكرها إلا جاحد ... والذى خلق تلك النفس وحبب إليها أمور وبغض إليها أخرى ووضع لها الضوابط حتى لا تتعدى على حرمة وحرية الأخرين هو أرحم بتلك النفس من ألئك المرضى ..

الجنس حقيقة وفطرة ورغبة ومتعة وقد يكون أحلى متع الدنيا ولا يعيب الإنسان قط حبه للجنس ولا رغبته فيه بل ما يعيب هو أن ينسى الإنسان أنه إنسان ..
أو أن ينطلق فى ممارسة الجنس دون أن يدرك أنه إنسان ..
أو أن يتلون ويدعى ملائكية ليست فيه وينكر حقائق هو أول من يمارسها ويتجمل بصورة هي القبح فى حد ذاته لأن الله خلق الإنسان فى أحسن صورة ...

التطرف فى تحجيم الجنس ومحاولة تقزيم دوره وتجاهل التوعية والتعليم بشأنه لم يؤدى إلى تقزيمه بل على العكس أدى إلى تطرف من نوع أخر تطرف فى إعطاء الجنس حيزا يفوق حجمه والإنشغال به أكثر مما ينبغى وشيوع ثقافات أخرى فى الجنس نظرا لغياب ثقافتنا الجنسية فالفراغ لا بد أن يملىء إن لم تملؤوه بالصواب ملئه الخطأ...

فمتى تكون لنا ثقافتنا الجنسية ومتى نفهم حقيقة بشريتنا ونعلم أن الله صورنا فى أبهى صورة ومن أهم ملامح تلك الصورة هي الرغبة الجنسية التي ضمنت إستمرارا للبشرية ...

متى ننزع الأقنعة الفاسدة والتخفي وراء مثاليات مزعومة ...متى نصدق مع أنفسنا...؟

صيد الكلب المتعلم المدرب حكمه غير حكم صيد الكلب الجاهل...فالعلم والثقافة والمعرفة هم أسس الحياة السليمة ..فهل وصلت الرسالة






د عاطف عتمان



مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام