مساحة إعلانية

الإنقلاب الناعم....

عاطف عبدالعزيز عتمان مايو 28, 2012
فى تسعينات القرن الماضي حدثت إنتخابات فى الجزائر الشقيقة وكانت نتائج تلك الإنتخابات بمثابة زلزال أو إن شئت سمها ثورة عبر صناديق الإقتراع...هذا الزلزال أربك المشهد السياسي على مستوى العالم وليس على مستوى الجزائر فقط 
فقد فازت جبهة الإنقاذ الإسلامية..فما كان من المؤسسة العسكرية فى الجزائر وبدعم فرنسي غربي إلا أن إنقلبت على نتيجة الإنتخابات مما أجج صراع مسلحا فى الجزائر إستمر لما يزيد على 10سنوات حصد أرواح بريئة ودمر إقتصادا ضعيفا وأنهك الجسد الجزائري العليل....ونحن كعرب أو كحركات إسلامية كالعادة مقدرتنا على فهم التاريخ وإستخلاص العظات والعبر محدودة عكس الغرب الذى يطور من أدواته وآلياته بإستمرار..
جاء ما يسمى بالربيع العربي وقامت ثورة تونس ثم مصر ثم ليبيا
ونأتي للنموذج الأهم والدولة المحورية وهى مصر..
قامت فى مصر ثورة شعبية على ظلم وقهر وجهل وفقر بلغ مداه
إنتفض الشعب فى وحدة ورقى أذهل العالم لا فرق بين مسلم ومسيحي ليبرالي وإسلامي فلاح وصعيدي..مشهد الوحدة هذا كان أمامه سنار يوهان السيناريو الأول سيناريو الجزائر وهو ما لا يتحمل نتائجه أحد حتى أمريكا والغرب فمصر تختلف جذريا بحكم الموقع والتاريخ والسكان عن أي مكان أخر
ولأن هؤلاء الناس يفكرون ..فكان سيناريو الإنقلاب الناعم الذى لا يضر بمصالح أمريكا والغرب وإسرائيل...
لا يمكن مجابهة شعب بكامله متوحد على هدف ..فلابد من التعامل مع كل على حده..
أولا تنحى مبارك ..وسجن بعض الرموز المستفذة ومعاملة نفسية للشعب تحترم دمه وخارطة طريق كالأمريكية لحل القضية الفلسطينية وكل ذالك فى وجود السفيرة الامريكية خبيرة الإسلام السياسي فى باكستان..
محاكمات هزلية بعد حرق كل الأدلة ..محاكمات لتهدئة الرأي العام
ثانيا 
تقسيم الثوار ومعاملة كل فريق على حده
حركات الشباب الثوري ومفجرة الثورة يتم إستفزازها بإستمرار وتسليط الإعلام المأجور عليها بل بث الفرقة بينها وبين القوى المحافظة كالإخوان والسلفيين حتى يكرههم الشعب ويأخذ موقف ضد شباب من أطهر وأنظف شباب هذا الوطن
 القوى المحافظة والقادرة على الحشد والتي بتاريخها تميل للمواجهات السياسية وتحاول تجنب الصدام المباشر كالإخوان وحليفهم السلفيون  فهي قوى من الصعب إستدراجها نلاعبهم سياسة  نقدم لهم مسار سياسى وعروض محددة لمسار سياسى لنقل السلطة 
لجنة دستور لصياغة إعلان دستوري بوجود صبحى صالح وطارق البشرى فيصنعوا بأيديهم ويدعموا ويصوتوا على شرعية دستورية للمجلس العسكري
ومن هنا إنشق صف الثوار وإنعدمت الثقة وأصبح كل فريق يكسر فى عظام الأخر ..وإعطاء الإخوان بإنتخابات حرة مجلس شعب ومجلس شورى منزوعي الصلاحيات ..وعدم تمكينهم من أي سلطة من الغفير والعمدة للوزير ووكيل الوزارة وإفتعال الأزمات وإنفلات أمنى وسولار وحرائق ووووو وسلمولى على مجلس الشعب ومن ناحية أخرى ترك لجنة الدستور ليطمع فيها الإخوان فيخيفوا الجميع منهم وتصوريهم أنهم حزب وطني جديد على أساس إن الحزب الوطني القديم إنتهى
ووصلنا للهتاف الشعب يريد إسقاط الإخوان
أما العامة والشعب البسيط  ودول طيبين بينسوا فنمد الفترة الإنتقالية ونشعرهم بالخوف ونضيق إقتصاديا عليهم وهنا تعمل الماكينة الإعلامية المأجورة ..حتى يقولوا حقي برقبتي ولا يوم من أيام مبارك على أساس إن العيش والبوتاجاز ورغد المعيشة كان متوفر..
 فى هذه الفترة نعيد بناء الشرطة ونزرع حالة غير طيبة بي الثوار وقوات الجيش 
وينقسم عامة الشعب على أنفسهم  فنكون قد فرقنا الجميع عامة وساسة ولا تنسوا الأحزاب القديمة فهي مسمار صنعه النظام السابق وهى أداة فى أيادي الثورة المضادة

وتأتى السلطة إنتخابات الرئاسة ...بس قف.. 

أهم حاجة نحمى لجنة الإنتخابات ونحصنها ونطلع القضاء بره اللعبة وهنعمل كده بإيد الإخوان هنفهمهم إننا كده بنحمى الرئيس القادم وهما معتقدين إنه منهم أو يدين لهم بالولاء ..هههه
هنا يدخل الرئيس المنتظر ..لا بس عباية الثورة حتى ولو كانت كبيرة عليه نظبطها عليه
وهنا الفصل الأخير من مسرح العرائس 
أسف من ثورة شعب ودماء لم تهدأ وشهداء توشك ان تذهب تضحياتهم سدى...
بقلم
د عاطف عتمان
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام